أما حزب عمر رضي الله عنه فيرى أن عمر أقوى على الخلافة من جميع الصحابة فعمر رجل دولة، يجيد سياسة الأمور إضافة إلى أنه -وإن تأخر إسلامه- قد عز الإسلام بإسلامه وعبد المسلمون الله جهرا وهو من أهل بدر ومن العشرة المبشرين بالجنة وما إلى ذلك000
ولكن حزب علي كان أقل عند بيعة عمر منه عند بيعة أبي بكر الصديق نظرا لتفرقهم الأول عن علي بسبب مداهمة بيت فاطمة في أول عهد أبي بكر وإكراه بعض الصحابة الذين كانوا مع علي على بيعة أبي بكر فكانت لهذه الخصومة والمداهمة (وهي ثابتة بأسانيد صحيحة) ذكرى مؤلمة لا يحبون تكرارها.
وكان حزب علي يرى أنه إن كانت بيعة أبي بكر قد تمت في ظروف صراع وكان لحزب أبي بكر العذر في ذلك لخشية التفرق والفتنة فما عذرهم الآن في عدم الوصية بالشورى بدلا من الوصية لفرد، تلك الوصية التي لم تعهد من قبل، أما حزب عمر وهم الأغلبية فرأوا أن الوصية تمنع من الفتنة أيضا فما يدرينا لو أن أبا بكر جعلها شورى هل ستتم في أجواء مناسبة أم يحدث اختلاف وتنازع لا سيما وأن سعد بن عبادة مرشح الأنصار لازال حيا في المدينة!! ومعه أغلب الأنصار!! وسعد إلى يومئذ لا يسلم بأن الخلافة حق لقريش!! ولم يبايع أبا بكر طيلة المدة الماضية فكان الأمر بالوصية أولى في نظرهم تجنبا للفتنة مع ما يتمتع به عمر من مكانة مرموقة عند المسلمين.
إذن نظرا لمكانة عمر بن الخطاب الكبيرة وحسن بلائه في الإسلام وهجرته وبدريته وكونه من العشرة المبشرين بالجنة لهذا كله لم يكن اعتراض من اعترض من المهاجرين قويا فمر الأمر بسلام وتولى عمر الخلافة وقام بها خير قيام وانشغل الناس بأخبار الفتوحات وهموم المسلمين ونسوا مسألة الأولى في الخلافة.
صفحہ 60