في صحيح البخاري (عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم ) الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر) كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري.
أقول: قصده بأبيه هنا جده من جهة الأم فأبو بكر الصديق هو والد أسماء والدة عبد الله بن الزبير رضي الله عن الجميع.
كما حدث بين سعد بن عبادة وأسيد بن الحضير إذ اتهم أسيد سعدا بالنفاق وأخطأ في ذلك وهما أنصاريان أو ما حدث بين عمر بن الخطاب وحاطب بن أبي بلتعة وهما مهاجريان وقد اتهم عمر حاطبا بالنفاق وأخطأ في ذلك، كما أخطأ المهاجري والأنصاري عندما تداعيا بدعوى الجاهلية.
إذن فهذه الخلافات رغم قسوة الاتهامات فيها إلا أنها طبيعية جدا لأنها لم تستمر وإنما كانت للحظات غضب وعصبية كان للشيطان فيها نصيب منهم ثم يزول هذا مع التذكر والتعوذ من الشيطان والرجوع إلى العقل والعودة لواجب الإخاء الديني.
صفحہ 43