والغريب أننا ننكر على بعض الطوائف الأخرى كالأشاعرة استحداثهم ألفاظا لم ترد في القرآن ولا في السنة مثل (الجزء- الجوهر- القديم...... الخ) وننكر على الصوفية تسميتهم أنفسهم(أهل الحقيقة وأهل الطريقة) ونعيب على هؤلاء وغيرهم عدم اكتفائهم بالألفاظ الشرعية بينما نحن نعمل العمل نفسه عندما استحدثنا مصطلح (العقيدة) وهجرنا المصطلح الشرعي (الإيمان)!! وهذا من التناقض الذي هو من أوضح سمات كتب العقائد. فكتب الأحكام والأداب بل والتاريخ والأدب والجغرافيا.. وسائر العلوم ليس فيها شيء من التناقض الواضح الموجود في كتب العقيدة، فأغلب تناقضات تلك العلوم دقيقة خفية أما تناقضات كتب العقائد بين النظريات التي تدعوا إليها والمخالفات التطبيقية التي تمارسها فلم أجد له مثيلا إلى الآن.
وإلى الآن لم أجد وصفا نذم به الآخرين إلا وهو فينا كما لم أجد وصفا لفرقة من الفرق تذم به فرقة أخرى إلا وهو فيها، فعندئذ لا بد من البحث بجدية الحقيقة ومراقبة الله في كل هذا وما أصعب ذلك الإنصاف في هذا.
(وستأتي فقرة خاصة بالتناقض أثناء هذا الكتاب).
سورة النساء 33.
سورة المائدة 1.
سورة البقرة 235 وانظر الآية 237 أيضا.
سورة طه 27.
سورة المائدة 89.
سورة الفلق4.
قال الراغب الأصفهاني في (مفردات غريب القرآن) ص576 (مادة: عقد): (العقد: الجمع بين أطراف الشيء ويستعمل في الأجسام الصلبة كعقدة الحبل وعقد البناء، ثم يستعار ذلك للمعاني نحو: عقدته، تعاقدنا، عقدت يمينه..
ومنه قيل: لفلان عقيدة.
والقلادة: عقد.
والعقد: مصدر استعمل اسما فجمع (العقود).
والعقدة: اسم لما يعقد من نكاح أو يمين...
وعقد لسانه: احتبس، وبلسانه عقدة.
صفحہ 36