قواعد في السلوك الى الله تعالى
قواعد في السلوك الى الله تعالى
اصناف
قال تعالى : (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون).
خصوصا إذا كانت في خلوة بالتلاوة وطول الركوع والسجود؛ فإنها تذوب النفوس، وتنور القلوب، وتوصل إلى المحبوب بعون الله وتوفيقه، وتورث دوام حال المراقبة والتعظيم، فلا يزال على ذلك العمل يريد به وجه الله والوصول إليه، لا يفارق ذلك العمل حتى يموت أو ينفذ إلى ربه.
ومعنى النفوذ أن يتصل قلبه بنور ربه، ويعلق به، فيسلو به عن جميع الشهوات، ويخترق كوامن النفس، ويظهر دسائسها وخفي شهواتها في حق معرفته واتصاله بربه، ثم يعطف عليه مولاه فيقربه ويصطنعه، ويأخذ بقلبه إليه، ويتولاه في أموره ومعاشه وزواجه، ويتولى تربيته كما يربي الوالد ولده، بل أبلغ؛ فإنه سبحانه القيوم بكل شيء من المخلوقات؛ طائعها وعاصيها، فكيف تكون قيوميته بمن أحبه واعتنى به، واهتم بقربه والوصول إليه?!
ذاك أمر لا تسعه العبارة.
لو كشف الغطاء عن ألطافه به من حيث يعلم العبد ومن حيث لا يعلم، لكاد أن ينقطع شكرا لمولاه، فمن وقع في تربية الحق وتوليه يشعر باتصال قلبه به سبحانه، ويشعر بتوليه له سبحانه في أموره فهو كالمفوض إليه في النوائب وغيرها ، بل في مجاري الأنفاس، ينتظر ما يريده به مولاه، قد رضي به مدبرا، ومتوليا، ومعينا، وناصرا، وكافلا، وراحما، وكيف لا وهو أرحم الراحمين، وأحسن الخالقين، وخير الناصرين ?! تبارك الله رب العالمين
صفحہ 114