قاعدة في تصفية الأخلاق استعدادا ليوم الحشر والتلاق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هذب أخلاق أهل معرفته ، بلطائف محاسن شيم عبوديته، وبدل منها طباع النفوس وأخلاقها بأخلاق ملائكته، وجعلهم روحانيين، مطهرين من الصفات البهيمية والسبعية، وذلك من علامة اصطناعه لهم بمحبته وكرامته، أجسادهم أرضية، وأرواحهم وأخلاقهم علوية، لقربها من نظره ومعيته .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الأزلي في أوليته، الأبدي في آخريته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي أيده بحججه الساطعة في رسالته ، وبعثه داعيا إلى المحجة المثلى في بريته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أهل قربه وولايته.
وبعد: فإن الدين يشتمل على عقود صحيحة، ثم علوم صحيحة، ثم أعمال صحيحة، ثم أخلاق مرضية مليحة، ثم أحوال علوية رجيحة، فمن جمع الله تعالى فيه أصول هذه الخمس تم دينه، وكمل يقينه بحسبه ويبقى التفاوت في تفاصيل أصول هذه الخمس،
صفحہ 92