219

قواعد في السلوك الى الله تعالى

قواعد في السلوك الى الله تعالى

اصناف

في أصول، فعليها فاعتمد، وإياها فحقق، يرج لك النفوذ إلى حضرات الفوز والسعود إن شاء اله تعالى.

أولها : صحة العقيدة، وتحقيق مسألة العلو والفوقية، وما يتبعها من معرفة الموصوف بها جل وعلا، بإنزال الكتاب، وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة مجملة، ثم السير في تفاصيلها قدرا يقوم به حججها وشواهدها في العقول ، يرتفع به الريب، ويحصل به كمال اليقين بالغيب ، ومعرفة النبوة وشواهدها من الخوارق والمعجزات التي دلت عليها كتب السير والمسندات، ومعرفة أصول السنن بالمرور عليها، وتدبر الكتاب العزيز كأنك تسمعه من متكلمه، فتفهم عنه مراده منك فيما أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، واجهد على المداومة والمواظبة على تحصيل معرفة مراد الرب منك في الكتاب والسنة فتستفيد بذلك أمرين: أحدهما : معرفة الأمر الإلهي.

والثاني : معرفة مراده ، فتعرف ما يرضاه منك وما يسخطه من فعلك، وما أباحه لك وجعلك فيه مخيرا.

فمتى وصل ذلك إلى قلبك سرت فيه كيفية عجيبة، فيسر بما يرضاه، وينقبض لما يسخطه ويأباه، ألا ترى في الشاهد: مملوك الملك يعرف كيفية الملك فيما يحبه ويبغضه، فهو أبدا يقصد إلى العمل الذي يحبه، ويجتنب ما يبغضه؛ لما وصل إلى قلبه من كيفيته وكيفية مزاجه، فكذلك العبد العارف بربه؛ يعرف صفات ربه، لأنه جل عن الكيفية، فيعرف ما يحبه من أمره، وما يكرهه من فعل عبده،

صفحہ 241