أما أهل الإيمان واليقين، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعدهم، من أتباعهم بإحسان ، يحرك القرآن عندهم ما سكن من اليقين، فيكون حركة قلوبهم وخشوعهم ووجدهم. واقشعرار جلودهم ولينها إنما هو بحكم اليقين والمعرفة، لا بحكم الطباع والجبلة، فافهم هذا الأمر واعرفه.
قال الله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود ألذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله).
فارفضوا - رحمكم الله - سماع الأبيات، وعليكم بسماع الآيات، فإن فقدتم قلوبكم في القرآن، فاتهموها بقلة النصيب، من معرفة المتكلم، فأعرف الناس بالله عز وجل أخشعهم عند سماع كلامه، لأنه سمع كلام من يعرفه، والجاهل بالله يجد قلبه في الشعر، لجهله بالله عز وجل، ولا يجده عند قراءة القرآن، لأنه لا يعرف صاحبه، فإذا عملتم سماعا، فاعملوه بقارئ متق لله، طيب الصوت، تشبهوا بذلك أصحاب نبيكم صلى الله عليه وسلم.
تمت القاعدة بحمد الله تعالى وحسن توفيقه، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه وسلم تسليما، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
صفحہ 40