قواعد في السلوك الى الله تعالى
قواعد في السلوك الى الله تعالى
اصناف
متيسرا لا مع ربك ، كيفما أراد قدرا وشرعا، بحيث لا ينفك أحدهما عن الآخر، وقد عرفت ما من ذلك بدايات الأولياء، وعرفت أنه مرقاة لى محض الوجود لشيء من حقيقة حق الحق عز وجل ، الموجب للانتباه لكمال عظمته وكمال صفاته ، بحيث يغيب وجودك له في وجوده لنفسه ، وتعظيمك له فيما يستحقه من التعظيم القائم.
فإذا عز عليك ذلك فاستعن بالله تعالى، وارجع إلى الأصول إذا انتبهت من النوم ، أول ما يجري على قلبك أن روحك بيد الله عز وجل، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : والذي نفسي بيده، وأن قلبك بين أصبعيه، كما صح في الحديث، وأن حركاتك وسكناتك آثار قدره، وطاعاتك وقرباتك آثار فضله.
فارجع إليه بكلك، واعلم أنك به، ثم اثبت على ذلك، فكلما تحركت رعونات نفسك فا رجع الى الأصول يتبين لك بطلان العوائد الفاسدة مما يجري على ألسنة الناس: أنا وأنا وأنا، ويكشف لك حقائق الصنع والتدبير في الخارج وفيك، كما قال عز وجل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ).
فهناك ترجو أن تغرق في الفضل - كما وصف في القاعدة المتقدمة - غرقا، وتكون بالوصال محققا إن شاء الله تعالى.
والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
صفحہ 178