قواعد في السلوك الى الله تعالى

ابن شيخ الحزامية الواسطي d. 711 AH
149

قواعد في السلوك الى الله تعالى

قواعد في السلوك الى الله تعالى

اصناف

فصل

المحبة من أصلف المقامات وألطفها، هي كالثوب الأبيض النقي، يدنسه أدنى لواث، فكذلك يغير القلب أدنى التفات، أو علقة من حب مال أو جاه ، أو مشيخة أو اجتماع، أو زوجة أو صورة، أو اجتماع بمغاير لله كيفية بمغايرة لما يكون السالك فيه، أو أي ميل كان، اللهم إلا أن يكون ذلك بالله يدخل عليه، وهو رافع له مما أتيح شرعا، ينفض ثوبه، وهو يتعلق به، فذاك ربما يكون محمولا فيه بشرط عدم الركون إليه والطمأنينة.

فصل

ومن الأشياء التي خاف منها السلب : الركون إلى الحال نفسه ، والطمأنينة فيه، واعتقاد أنه قد صار موطنا له، فلا يركن العبد إلى غير ربه، ونسأله أن يحفظ عليه ما أولاه منه.

فصل

يا من سلب حال المحبة، وصرف إلى غيره من الأشياء، وغطى عليه ؛ إن كنت حزينا على ما فاتك فأبشر، وتخل عن كل شيء، واقعد خاليا عن كل هم، واحفظ الحدود، فلا تيأس منه، فإن أكثر النفوس التي رسخت القلوب فحالت بينك وبينها : التخلي منها وعن موادها سنة مع الاستجارة بالله والاستغاثة به ، هذا إن كنت حزينا، وإن كنت مطمئنا فابك على نفسك، فقد فاتك الملك الأعظم، والكنز الأكبر، والفناء الأفضل بمولاك، حيث تصير حبيبا، وأنت له محب، تعيش

صفحہ 171