وأنست نفس أحمد بن طولون في طرسوس وزال استيحاشه، واشتهرت له وقائع في جهاد العدو تناقلها الركبان في الفلوات، حتى بلغت سامرا حاضرة الخلافة، فذاع صيته وأكبر الناس همته وعزمه.
وعاد من طرسوس وله ذكر ومكانة، ودارت الأيام دورتها، وإذا الخليفة المستعين مخلوع قد خلعه الموالي وأقاموا على العرش ابن عمه المعتز، ونفي المستعين إلى واسط
8
ودعي أحمد بن طولون إلى صحبته؛ ليكون عينا
9
عليه وحارسا له، وعرف ابن طولون للخليفة المخلوع قدره فأحسن عشرته وآنس وحدته، ووفاه حقه من التجلة والكرامة، وترك له أن يغدو ويروح حيث شاء!
وأراد الموالي أن يخلص لهم الأمر فأجمعوا على قتل المستعين حتى لا تنازعه نفسه إلى العرش.
وكتبت أم المعتز إلى أحمد بن طولون بواسط: «إذا قرأت كتابي فجئني برأس المستعين، وقد قلدتك
10
واسط.»
نامعلوم صفحہ