نزل الكتاب بالحق فخالفوه، وتأولوه على غير تأويله وقبل ذلك الذي قصصناه عليكم من قوله جل وعز ﴿إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله﴾ وكذا ذلك ﴿بأن الله نزل الكتاب بالحق﴾ فجحدوه وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد تمام.
قال الأخفش ﴿ولكن البر من آمن بالله﴾ تمام إن شئت قال أبو جعفر: وهذا غلط بين لأن واليوم الآخر مخفوض معطوف على الأول داخل في الصلة فهذا خطأ في المعنى والإعراب وكذا ﴿والملائكة والكتاب والنبيين﴾ وكذا ﴿وآتي المال على حبه﴾ لأنه معطوف على آمن داخل في الصلاة وأهل التفسير يقولون: هذا يوجب أن يكون في المال حق سوى الزكاة لأن الزكاة قد ذكرت في الآية بعد هذا إلا أن بعضهم قال هما جميعًا للزكاة فهذا ذكر من يعطي وذاك فرضها ﴿ذوى القربى واليتامى والمساكين﴾ داخل في الصلاة ﴿وابن السبيل﴾ كذا أيضًا، فمن أهل التفسير من قال هو الضيف وقال مجاهد هو المجتار من موضع إلى موضع وهذا الذي يعرف في كلام العرب يقال: هذا ابن الطريق للملازم له وكذا ولد الطريق، وعلى هذا يتأول الحديث: لا يدخل الجنة ولد زنا أي الملازم للزنا، قال الشاعر:
وردت اعتسافا والثريا كأنها = على قمة الرأس ابن ماء محلق
[١/ ٨٩]