(للمتقين) أو على المضمر لم تقف على (ينفقون) وإن جعلناه مبتدأ أوقفت على (ينفقون) وابتدأت ﴿والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك﴾ ويكون الخبر ﴿أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون﴾ هاهنا القطع، وهو أتم ما مر من أول السورة إليه يدلك على ذلك ما حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال: حدثنا أبو الأزهر، حدثنا روح قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيج عن مجاهد قال: من أول البقرة أربع آيات في نعت المؤمنين وبعدها آيتان في نعت الكافرين، وبعدهما ثلاث عشرة آية في نعت المنافقين.
قال أبو جعفر: فهذا أحسن من قول مجاهد وهذه التمامات الثلاثة من أحسن ما في هذه الآيات ﴿إن الذين كفروا﴾ إلى قوله جل وعز ﴿لا يؤمنون﴾ فيه تقديرات ثلاثة إن جعلت (لا يؤمنون) خبر إن فالقطع عليه وإن جعلت ﴿سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم﴾ الخبر كان الوقف على (أم لم تنذرهم) كافيًا غير تمام، والتقدير الثالث أن يكون القطع (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) ثم يبتدئ (هم لا يؤمنون) يكون (هم) في موضع رفع بالابتداء و(لا يؤمنون) الخبر، والأولى أن يكون القطع (لا يؤمنون) ويكون كافيًا.
قال أبو العاليه: أنزل الله ﵎ في قادة الأحزاب ﴿إن
[١/ ٣٥]
1 / 35