عائشة بمباهاة: حسبي أن جميع الجارات يحببنني، وأن حماتي تحبني كذلك. - لا أتصور أن أفتح صدري لإحدى أولئك النسوة الثرثارات. أما حماتك فتحب من يتملقها ويسجد لها. - يجب أن نحب الناس، وما أسعد أن يحبنا الناس كذلك، حقا من القلب للقلب رسول، إنهن جميعا يخشينك وكثيرا ما قلن لي: «أختك لا ترحب بنا، ولا تتعب من تنقصنا.» (ثم مخاطبة أمها وهي تضحك): لا تزال تسمي الناس بأسماء هزلية، ثم تتندر بها في البيت، فيحفظها عبد المنعم وأحمد، ويرددانها في الحارة بين الغلمان فتذيع.
عاود الضحك الصامت أمينة، كذلك ضحكت خديجة في شيء من الارتباك، كأنما طافت بها ذكريات بعض مواقف محرجة، على حين راح خليل يقول في ابتهاج غير خاف: بالجملة نحن تخت صغير، فيه العواد والمطربة والراقصة. حقا لا يزال ينقصنا جماعة المنشدين والمرددين، ولكني أتوسم في أولادي خيرا، والمسألة مسألة وقت.
فقال إبراهيم شوكت، موجها الخطاب إلى أمينة: أشهد أن بنت بنتك نعيمة راقصة بارعة.
ضحكت أمينة حتى تورد وجهها الشاحب، ثم قالت: رأيتها وهي ترقص، ما ألطفها!
قالت خديجة بحماس نطق بحنانها العائلي المأثور: ما أجملها! كأنها صورة من صور الإعلانات.
فقال ياسين: ما أجملها عروسا لرضوان.
فقالت عائشة ضاحكة: ولكنها بكرية الأسرة! آه ... لن يمكني أن أغالط في عمرها كما يجدر بالأمهات.
فتساءل ياسين بعدم اكتراث: لماذا يشترط الناس أن تكون العروس أحدث سنا من العريس؟
فلم يجبه أحد، حتى قالت أمينة: لن يطول انتظار نعيمة للعريس المناسب.
فعادت خديجة تقول: ما أجملها يا ربي! لم أر لجمالها مثيلا!
نامعلوم صفحہ