قصر آل العظم في دمشق
قصر آل العظم في دمشق
اصناف
كبيرين يخرج منهما الماء بشدة، وفي وسطها كاس كبير يخرج أيضا منه الماء. و(البحرة الثانية) غربي تلك الجنينة الأولى وشرقي الثانية متوسطتان بين الجنينتين، وهي مستديرة كالدائرة، ومساحتها قيمة خمسة وثلاثين ذراعا تجاه القاعة الكبرى، وجعل القاعة المذكورة كما ذكرنا قبلية غرب الدار، وجعل نظير بنائها إلى الشرق للقبلة إيوانا، وذلك الإيوان متقن الصناعة مساحته قيمة مائة وعشرين ذراعا عرضا وطولا، وارتفاعا خمسة وعشرون ذراعا، وجعل طوانه من الخشب المار ذكره، وقوسه بديع الصناعة باتساعه ونقشه بماء الذهب والدهان العجيب، وللإيوان شعيرة مفتخرة بالأحجار المرخمة، وبأسفله عتبة داخلة القوس طولها ذراعان وعرضها عرض الإيوان اثنتا عشر ذراع مرخمة بالرخام الجميل، وبمؤخر القبة لكل من الجهة الشرقية والغربية أوض
42
على كتف ذلك الإيوان، والأوض أيضا داخلين القوس المذكور، وتلك الأوض متقنة الصناعة ولها شبابيك على الإيوان المذكور، والبعض على أرض الدار وبظهرها مركب قصران عجيبان، وأسقف تلك القصور ممدة بسقف ذلك الإيوان، وكل من القصور متقن الصناعة، بل إنما القصر الغربي إنما هو أتقن صناعة وأجمل بنيانا، اتساعه مائة ذراع مساحة، جعل دائره حلقة من الخشب المدهن الدهان الجميل المنقوشة بماء الذهب، وشبابيكه مطلة على أرض الدار، وطوانه من أجمل الصناعات المار ذكرها، وللحائط الغربي كشبه المدخنة، وصنعتها تبهر العقل لعظم ما فيها من اللطافة وحسن الصنعة، وهي جميعها من الأحجار الصغيرة المرمرية والرخام الأبيض والأسود والأحمر، ومنزل بفصوص الصدف النافر المنزل بماء الذهب، وعلى دائرة القصر مكتوب بماء الذهب هذه الأبيات:
يا منزل البشرى ومغنى التهاني
ما راك
43
طرف البشر طلق العنان
يا معقلا طال سديرا علا
وما بنى يمنك
44
نامعلوم صفحہ