377

============================================================

القانسون وأما استخدام الجان بالدعوات والتباخير، فقد مر آنه معدود في1 أنواع السحر، وما هو إلا شبه القيام على الناس، لطلب الملك عليهم، وناهيك به ظلما وچرما، ثم هو مقرون بالهلك، لا يكاد يسلم من اشتغل به في بدنه او في عقله.

وكنت أعرف شابا حدثا لبيبا ذكيا، نشأ في طلب العلم، فشدا منه طرفا قويا عن قريب، ولو دام لالتحق عن قربب باكابر العلماء المحصلين المحققين، فابتلي بهذا الأمر، قلم نشعر به إلا وهو مجنون، لا يقر له قرار، مسلوب العقل والدين، فسئل عن حاله، فأخبر أنه اشتغل في خلوة بدعوة لاستخدامهم، قلما اكمل العمل أذعنوا له، وحضروا بين ا اد ار رس اس اد ود2 يلبث آن نام حتى طلعت الشمس وهو چنب.

فقام ا وهبط الى النهر فاغتسل ورجع، فبينما هو مقبل إلى الدار، إذ أبصر بخباء فوق راسه مضروب عليه، فكان ذلك آخر عهده بعقله، وبقي كذلك حتى مات، نسال الله العافية، ونحوه كثير وكيف لصعلوك يريد أن يتملك على ملوك عظام في قومهم، أن ينجو منهم بلا حارس ولا جند، وهم يرونه ولا يراهم، وأي خطر أعظم من هذا الذي اقتحم، والجن فجار، لا يكاد يسلم منهم من لم يتعرض لهم، فكيف بمن يحرقهم ويطلب ملكهم وأما الكنوز فثالبة العطب، نادرة الحصول، وإنما يغر طلابها ما يقرع أسماعهم، من وقائع نادرة في الدهور لن اتصل بشيء منها، ولم يحفظوا وقائع الخيبة2 عنها، بعد شديد العناء والهلاك فيها، إما بالجوع أو الجن او الإنس، وهي الغالبة، والعاقل يجعل الأمر للغالب لا للنادر فليصرف العاقل نظره عن هذه الطرقات، وليستغن عنها بانتظار قسمة ضامن الأرزاق سبحانه لا إله غيره، قبل ان يفتقر بها ويغض بالماء شاربه.

- ورد في ج: من ك ورد في ج: الحخبيثة.

صفحہ 479