============================================================
القانسون شيء، يكون حقسا في نفس الأمر لا فسروري ولا نظري، فقد خرجوا عسن طور العقلاء، ولذا أنكر بعض العلماء أن تكون السفسطة مذهبا ينتحل، قال لأن السفسطة معناها علم الغلط ولا يمكن أن يكون في العالم من يتفق على هذا، بل كل غسالط فهو سوفسطائي في موضع غلطه ثم هؤلاء لا سبيل الى البحث والمتاظرة معهم، لأنها لافادة مچهول بمعلوم، وهم لا يعترفون بمعلوم اصلا، بل يصرون على إنكار1 ما هو ضروري، وفي الاشتغال بإثباته بالدليل وقوع في مذهبهم من أنه ليس ضروريا قال المحققون2 فالطريق معهم التعذيب ولسو بالنار، فإما أن يعترفوا بالألم، وهو من الحسيات، وبالفرق بينه وبين اللذة، وهو من العقليات، فيسلموا بطلان نحلتهم، واما آن يصروا حتى يحترقوا فتذهب فتنتهم وتضمحل شوكتهم.
والحق أن هؤلاء في حكم المجانين، فحقهم أن يعتقلوا حتى لا يفسدوا على العوام عقاندهم ، ولا يدخلوا عليهم الوساوس3 في دينهم ودنياهم الفصل الخامس: هدارك العلم ثلاثة الاحسابس والخبر والنظر اما الاحساس فيكون من جهة الحواس، وهي عشر، خمس ظاهرة، وهي: البصر والسمع والشع والذوق واللمس، وخمس باطنة: وهي الحس المشترك والخيال والوهمية والحافظة والمفكرة. وزعم الحكماء أن "البصر قوة في ملتقى العضلتين الممدودتين إلى العين، يدرك بها الألوان والأضواء ونحو ذلك"4، و"السمع قوة في عصب باطن الصماخ يدرك بها 1- ورد في ج: إنكاري.
3- المقصود بالمحققين عند اليوسي الإمام فخر الدين الرازي، الذي انتحى هذا المنحى في الرأي، في كتابه المحصل: 55.
ذ ورد في ح: الوساويس: 9- قارن ما ورد في شرح المقاصد/3: 278.
صفحہ 134