============================================================
القالون وهم فقهاء في دين الله، وقال تعالى في فيرهم يعلمون ظاهرا من الحياة1 وقال تعالى: يكادون يفقهون قولا}2 قلنا أما أولا، فنقول هذا معنى قولنا التوقف عادي، أي فلا عجب في انخراقه حيث شاء الله، والموفوف هو العلم المكسوب في العادة، وما يقع للمذكورين ليس منه بل موهوب، وهو من قبيل الإلهام الذي تجده البهائم، فير أن هؤلاء شرفوا فيه بالمزيد، وجعل لهم لسان لبيانه، أو ان الصبي معه العقل الهيولائي، وهو وإن لم يكن هو منفيد العلم غالبا، فلا عجب في ندوره عنه، ولذا يقال نوادر الصبيان وأما البله ولا سيما من أولياء الله تعالى، فهم إنما فقدوا عقل المعاش، الذي هو مناط التكليف لا عقلا آخر.
وأما ثانيا فنقول، حصول العلم كيفا وكما ( بالقسمة، والعقل للعلم بمثابة السهم الذي يرمى به والجارح المصيد به، فمتى اشتغل بوحشية تخلى عن الأخرى، ومتى توجه إلى ناحية حاد عن الأخرى، وذلك بإذن الله تعسالى، نسأله سبحاثآه أن يوجه عقولنا إلى ما ينفعنا عنده، وأن يجعلنا من أهل العلم النافع آمين.
ثم يقوى ويضعف في ذاته بإذن الله تعالى، ولذا يقال من الناس من أعطي من العقل قيراطا أو درهما أو درهمين، أو قنطارا أو قنطارين أو نحو ذلك.
فإن قيل: أنى يكون اختلاف في الماهية الواحدة، قلنا لا تلزم الوحدة، ثم لو كانت فالأعراض تكثر، فالاختلاف اما نوهي واما عرضي، والسيف من حديد إما ذكر واما مؤنث، ولا إشكال في شيء من ذلك، ويقوى ايضا ويضعف في توجهه وفي إدراكه، وذلك بحسب الصفاء والسلامة من الصوارف، وصدق المتوجه ووضوح الدرك، وكثرة إلفه أو إلف شبيهه، وبحسب ضد ذلك كله فافهم - الروم: 07 الكهف:93.
صفحہ 321