============================================================
القانون واحتج بأنه لو كان هذا القدر غير ضروري، تأمر العبد بتحصيله أولا ليعرف ثبوت الشرع، لكن لا يصح الأمر إلا بعد ثبوت الشرع، لامتناع تكليف الغافل، فيلزم الدور واجيب بان الفسافل من لا يفهم الخطاب، كالصيي والمجنون، أو لم يسمع الخطاب، كمن لم تبلغه الدعوة، لا من لا يعلم أنه مكلف، فإنه يسمعه ويتصوره، فيلزمه وان لم يصدق به كما يلزم الكافر. وفي المسألة بحث بسطناه في محل آخرا.
وذهب قوم من الجهمية2 إلى أن الكل نظري، وهو باطل بالوجدان3 كما مر، قالوا: ان الضروري لا تخلو عنه النفس، وما من علم تصوري أو تصديقي إلا والنفس عنه خالية في مبدا4 الفطرة، ثم يوجد بعد ذلك شيئا فشيئا، بواسطة الاحساس والتجرية فهو نظري.
وأجيب بأن الضروري يجوز خلو النفس عنه. آما عند من ينوطه بشرط واستعداد، فعند عدم ذلك تخلو عنه. وأما على آنه بخلق الله تعالى كما عندنا، فعندما لا يخلقه الله تعالى فيها تخلو عنه.
قلت والحاصل أن مبدأ الفطرة، وهو العقل الهيولائى، ليس محلا في عادة الله تعالى لحصول العلم نظريا ولا ضرورها، قال تعالى: والله أخرجكم ون بطون أمهايكم لا تغلمون 1- يراحع لمزيد البيان والتفصيل كلام اليوسي حاشيته على الكبرى: مخطوط.
2-هم أصحاب جهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة وافق المعتزلة في نفى الصفات الأزلية، وزاد عليهم بأشياء منها قوله: لا يجوز آن يوصف الباري تعالى بصفة يوصف بها حلقه، لأن ذلك يفضي إلى التشبيه. الملل والنحل: 86.
ك ورد في ج: بالوحداني - المبدأ اسم ظرف من البدع، ويطلق على السبب ماديا كان أو غائيا، ومبدأ الشيء أوله ومادته الي يتكون منها، والحروف مبادي الكلام، ولكل علم مبادي ومسائل، والمبادى هي الحدود والمقدمات، التي منها تولف قياساته. المعحم الفلسفي/2: 320
صفحہ 123