207

============================================================

القانسون توهموه فزلوا، وريما ادعوا ما فهموه أو تسنموه دالا لأنفسهم، فافتضحوا بشواهد الأحوال.

كما قيل: فضحته شواهد الامتحان1 من تحلى بحلية ليس فيه أعاذنا الله من البلاء بمنه وكرمه.

الرابع علم الايضاح والدلالة، والبيان والتحقيق، ومداره على أربعة، العربية لفة ونحوا، وما يجري مجراها، والمراد بها، ما يقع به التفهم والتفهيم، على أتم الوجوه، بأقرب ما تحصل به، فهي كالملح ان كثر أضر، وان قل فسد الطعام، بنقص لذته وذوقه، والله أعلم".

قلت: ولا ضرر في كثرة النحو، بل باعتبار ( الكلام، بل لا يحتمل كثرة وقلسة، فإن كل كلمة وجملة محتاجة إلى حكمها من النحو، ولا مزيد عليه، ولذا يقول أهل البيان: "إن الوجه في قول القائل، النحو في الكلام كالملح في الطعام، هو كون الصلاح بوجوده، والفساد بعدمه، من غير ملاحظة كمية، ولكنه قد تتبع فيه فروع وتدقيقات وتشعييات، لا يحتاج إليها، أو يضيع به ما هو أهم، وذلك ضرر"، والاصطلاحات حالحديثية والفقهية وغيرها، ولا سيما اصطلاحات ب3 الصوفية، فإنه مهم لغرابة الفاظه، ودلالته على معانيه الواضحة المعروفة عندهم، التي من چهلها اعترض بالباطل، وبقي جيده من التحقيق عاطل، فمعرفة الاصطلاحات لازم بكل حال.

وفقه الحديث، لتعرف مواقعه، وعلم التفسير كذلك، ولكل منهما ظاهر وباطن، وحد ومطلع، فالظاهر للنحاة والقراء، والباطن للمفسرين وأصحاب المعاني، والحد للفقهاء والعلماء، والمطلع للعارفين والأولياء، ولا تصح وتبة دون التي قيلها.

1- حاء الشطر الأول من البيت في جامع بيان العلم وفضله/1: 145: من تحلى بغير ما هو فيه.

2- ساقط من ج

صفحہ 309