197

============================================================

القانسون (الرد على الإمام السيوطي في تحريمه المنطق) ونحو هذا القول، قول السيوطي في تقايته1 فإته جزم بحرمة علوم القلسفة، ومثل بالمنطق منها، وقد كان ذكر الطب في العلوم المهمة عنده، فيقال له إن حرمت علوم الفلسفة عندك، فالطب حرام لأنه منها، فلم ذكرته وأنكرت غيره؟، وأن قام عندك للطب دليل يخرجه عن نظائره، فهلا تبهت عليه، ثم عليك بيانه، وعليك بيان دليل الحرمة في جميعها، فإن كان لابتداعها، أي ابتداع استعمالها واستخراجها إلينا، فالمبتدع أعم من المحرم، فلابد من دليل خاص، وان كان لاشتمالها على فساد، فقد علمت أن كثيرا منها لم يشتمل غليه، فلابد من التفصيل.

ثم يقع البحث في المشتمل على ما مر، ثم إن كان كذلك، فالطب الذي ارتضيته أولى بالتحريم من المنطق، لأن الطب مشحون بأباطيل الطبائعيين والحكماء، في القسوى والأرواح، وتاثير البسائط العلويات في السفليات، وغير ذلك وأما المنطق فلم يقع فيه شيء يستنكر في العقيدة، لأنه إنما بحثه في التصورات والتصديقات ذهنا، من غير تعرض لصورة مخصوصة، ولا حكم مخصوص.

نعم، وقعت فيه مسالة تنويع الحقائق بالأجناس والفصول، الموهمة عدم تمائل اجرام العالم، وهو خلاف ما عند المتكلمين، من تماثآلها الموجب للاستدلال بحدوث بعضها على حدوث الجميع، والخطب فيه سهل، فإنه يتبني على تجرد الحقائق، ولا ينافي ذلك تمائل الأجرام في ذواتها، والقول بالمجردات قد صار إليه كثير من المحققين، وآخرون توقفوا على أن حدوث العالم، بعد القدر الذي يثبت به وجود فاعل مختار، يكفي فيه 1- كتاب في أربعة عشر علما، وقد حصه السيوطي بشرح ضاف.

صفحہ 299