============================================================
القانسون 29 كسائر الفنون، لأنها مخصوصة بخصوص، فلا تتعدى أربابها ومن يچري مجراهم،، ولا يدخلها القياس ولا التعلم، اللهم إلا أن يكون بينهم، كما نقول في العلوم الوهبية عند 105 الصوفية، أنها إنما تعرف بإشارة العارف الى العارف، وتسمية العلم علما لن ( حصل له، لا يتوقف على وضع ولا اصطلاح، وإلا لم يسم الصحابة فقهاء، ولا سمي ما حصل لهم في قلويهم فتها. ومن علومهم: علم الأنواء وهو الاستدلال بالنجوم على نزول المطر، وذلك أن النجم متى غرب، طلع نظيره، فقد يقع عند ذلك مطر، فينسبونه إليه، ولهم اختلاف في أثه هل هو منسوب للغارب أو للطالع، فقيل النوء هو سقوط النجم في المغرب، وطلوع آخر يقابله، وقيل هو النجم المائل إلى الغروب، وهذا من علم الأحكام النجومية المتقدم ذكره في الفلسفة، والعرب قد اطلعت على هذا القدر منه، وهو أعم، وقد بين فيه النبي ، فقال كما في الصحيح لأصحابه، على اثر سماء نزلت (أتذرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصضبح من هبادي مؤين بي وكافر بي فأما من قال مطزنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكؤكب وأما من قال مطزنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤون بالكوكب)1 .
ومن علوم العرب علم خط الرهل وهو أيضا فلسفي كما مر، وكذا الشعبذة، وسائر النيروزات2، هي أيضا من علوم السيميا، على أحد الرايين كما مر ذلك، وكذا سائر الحيل التي تغالط بها العقول، أو يوخذ بها شبه السحر، ولا تنحصر لزمام، ومن هذا النمط أيضا الذكر وهو حدس بفطنة، تدرك بها أمور فريبة، لا يكاد يفطن لها، وقد اشتهر بذلك اياس 1- سبق تخريجه في ص: 157.
كورد في دوح: النيروحات. والنيروز اليوم الأول من شهر الشهر الأول من شهور السنة الفارسية.
صفحہ 292