============================================================
القسانسون الثاني: أنه يكون تارة ابتدائيا، وذلك حيث يلقى الكلام إلى كخالي الذهن، فيستغني عن التوكيد، ويكون طلبياك1، حيث يلقى الكلام إلى متردد متشوف، فيحسن توكيده، ويكون إنكاريا، حيث يلقى الكلام إلى منكر، فيجب التوكيد.
الثالث: أنه يكون تارة مطلقا، وتارة بقصر، إما قصر الصفة على الموصوف، نحو مسا عالم إلا زيد، أو بالعكس، نحو ما زيد إلا تاجر، ويكون مع ذلك إما قصر إفراد، لقطع الشركة، كما إذا ادعى أن زيدا وعمرا فقيهان معا، فتقول زيد هو الفقيه، أو قصر قلب، لقلب اعثقاد الحاطب، كما إذا اعتقد أن زيدا ليس بفقيه، فتقول زيد هو الفقيه.
وأدوات القصر: النفي، والاستثثاء، وإنما، وتوسيط ضمير الفصل، وتقديم المعمول، والعطف، كقولك زيد فقيه لا عمرو وأما المسند إليه، فيذكر تارة إما لعدم العلم به، أو لزيادة الايضاح، أو التبرك، أو الالتذاذ باسه، أو نحو ذلك. ويحذف تارة عند العلم به، إما اختصارا أو اغتنامسا للفرصة، او تكرها للاسم، أو نحو ذلك، ويجعل معرفة تارة ليتقرر في ذهن السامع، أو لفائدة اخرى خاصة بطريقه كما عرف في النحو، ونكرة تارة للافراد أو التعظيم، او التحقير أو نحو ذلك، (ويتبع تارة بشيء من التوابع المعروفة، لاستحصال فوائدها المشروحة في الثحو، ويوسط تارة ضمير الفصل بينه وبين الخبر، لقصد القصر، ويقدم تارة لأن ذلك هو الأصل، ولا داعي إلى غيره، او لكونه مشوقا إلى الخبر، أو للتفاؤل2 باسمه أو التطيرد، وقد يقدم وهو ضمير، والخبر فعل، فيفيد القصر تارة، والتقوى آخرى، ومتى كان فاعلا، فلا يقدم إلا مسلوبا عنه الفاعلية، ولا يحدف إلا نائبا عنه مفعوله أو نحوه.
- ساقط من ج 2- ورد في ج: التفاؤل.
3- أي التشاؤم. وقيل للشوم طائر وطير وطيرق لأن العرب كان من شأنها عيافة الطير وزحرها، والتطير ببارحها ونعيق غرابها.
صفحہ 227