../kraken_local/image-038.txt
الكلام: إن الله جعل للكتابة حظا بارزا، ومكانا ظاهرا، ومحلا باديا، تدركه الابصار بالرؤية، وتراه العيون بالإبصار، وتناله المشاع ابالاشتمال، يكون عند النسيان مرجعا، ولمن عدم ثقافة الذكاء مكرا، وعند عوارض العلل مأبا، ثم سماه بأحسن تسمية وحلاه بأجل رتبة، فسماه بالعربية عقلا، وجعل ذلك له شرفا وفضلا . فذلك تأويل الكتاب عند العلماء، وتفسيره لدى الحكماء الذين يتأملون مخارج التدبير، ويتفقدون إصابة التقدير، فتجمل في اصدورهم حكمة الخلاق العليم، ويعلو في أعينهم آثار صنع المقتدر الحكيم . فتأخذ في أفئدتهم محبة أمره، ويستولي عليهم رفق معادن حكمته، والشغف بظاهر نوره، وسمى من أهله له عاقلا، وبالفارسية ادوفير(1)، أي ذو كتابة، ثم جعله نورا يستضاء به ، ودليلا يعتمد على اهدايته، وشاهدأ يسكن إلى عدالته، وصوتأ يبلغ الآفاق في غير اشتراك من الكل في استماعه، يسمع به النائي البعيد محله، ويستر اعن الداني القريب قربه، وسهما صائبا لغرضه في غير تجرم المتوسطات دونه، ومصاحبا يدرك به الكاتبون ما استتر على الاميين ووهم في الحضور مشتركون، ولما حضر منه مشرفون، وحارسا الحقوق المستحقين، وديون الغارمين، من مقرض أمهل، ومبايع أجل، ومتاجر آخر، هي مخاطبة غيبية، ومناجاة خفية، ومراسلة عقلية، وأدعية حسية، مع دلالتها على الصانع الحكيم، الذي جعل ابين حظوظ العالمين، على أبد الآبدين، فروقا مميزة، وفصولا بينة، كاختلاف ألسنتهم وألوانهم، وافتراق صورهم وأبدانهم
نامعلوم صفحہ