223

وليس الهوى ما الراي عنه مزحزح ... ولكنه ما الراي فيه مفخم

واعذر أهل الحب كل مدلة ... يرى أن من يهدي له النصح الوم

وأجلد أبناء الزمان مرزا ... يقاسي خطوب الدهر وهو متيم

ويصعب حمل الهم والهم مفرد ... فكيف ترى في حمله وهو توأم

ولولا أبو نصر ولذات أنسه ... تقضت حياتي كلها وهي علقم

فتى فتح الله المعارف باسمه ... ومن دونها باب من الجهل مبهم

تأخر في لفظ الزمان وأنه ... بمعناه في أعيانه متقدم

أتوا بالمعاني وهي در منظم ... وجاء بها من افقها وهي أنجم

وما يستوي في الحكم راق وغائص ... لقد نال أسنى الرتبة المتسنم

إليك أبا نصر بديهة خاطر ... توالى عليه الشغل وهو مقسم

أهبت به القول وهو لما به ... فلب ولم يسعده نطق ولا فم

وكم مصقع لا يرهب القول فعله ... ثنته خطوب ما أنثنت وهو مفحم

ولو لم يكن غلا وداعك وحده ... لا شفق منه يذبل ويلملم

فما يصنع الإنسان وهو بفهمه ... يحس باشتات الأمور ويفهم

وقد كنت تشكيني من الدهر دائبا ... فقد صوت أشكو منك ما أنت تعلم

عليك سلام تسحب الريح ذيله ... فيعبق منه كل ما يتنسم

وأن لم يكن إلا وداع وفرقة ... فإن فؤادي قبلك المتقدم

وله أيضا: طويل

أرى بارقا بالأبلق الفرد يومض ... يذهب جلباب الدجا ويفضض

كأن سليمى من أعاليه أشرفت ... تمد لنا كفا خضيبا وتقبض

إذا ما تولى ومضه نفص الدجا ... له صبغه المسود أو كاد ينفض

أرقت له والقلب يهفو هفوه ... على انه منه أحد وأومض

وبت أداري الشوق والشوق مقبل ... علي وأدعو الصبر والصبر معرض

واستنجد الدمع الأبي على الأسى ... فتنجدني منه جداول فيض

واعذل قلبا لا يزال يروعه ... سنا النار يستشرى والبرق ينبض

تظنهما ثغر الحبيب وخده ... فذا ضاحك منه وذا متعرض

غذا بلغت منك الخيالات ما أرى ... فأنت لماذا بالشخوص معرض

صفحہ 227