ليتني كنت ساعة ملك المو ت فأفني الثقال حتى يبيدوا
ولو أني وأنت في جنة الخل د لقلت: الخروج منها أريد
لدخول الجحيم أهون من جنة خلد أراك فيها ترود
وقال مخلد: إذا أبغضت الرجل أبغضت شقي (جانبي) الذي يليه.
وقال المقنع الكندي في بعض من صحبه:
إلا يا مركب المقت الذ ي أرسى فلا يبرح
ويا من سكرات المو ت من طلعته أروح
لقد صورت في فكري فلا أدري لما تصلح؟
فلا تصلح أن تهجى ولا تصلح أن تمدح
بلى؛ تصلح أن تقتل أو تصلب أو تذبح
وعن ابن سيرين قال: سمعت رجلا من أهل البادية يقول : نظرت إلى ثقيل مرة فغشي علي، وكان أبو هريرة إذا استثقل جليسا له قال: اللهم اغفر لنا وله، وأرحنا منه في عافية!
220 - إذا كنت في قوم عور فغمض عينك الواحدة
* وفيه أيضا:
من التمس رضى جميع الناس التمس ما لا يدرك، ولكن يقصد العاقل رضى من لا يجد من معاشرته بدا، وإن دفعه الوقت إلى استحسان أشياء من العادات كان يستقبحها، واستقباح أشياء كان يستحسنها ما لم يكن مأثما، فإن ذلك من المداراة، وما أكثر من دارى فلم يسلم، فكيف توجد السلامة لمن لا يداري؟ أنشدني محمد بن عبدالله البغدادي:
يا ذا الذي أصبح لا والد له على الأرض ولا والدة
قد مات من قبلهما آدم فأي نفس بعده خالدة؟
إن جئت أرضا أهلها كلهم عور فغمض عينك الواحدة
221 - معنى ((كاد)) في الإثبات والنفي
* النووي في ((شرح صحيح مسلم)):
قال أهل اللغة: ((كاد)) موضوعة للمقاربة؛ فإن لم يتقدمها نفي كانت لمقاربة الفعل ولم يفعل، كقوله تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم) وإن تقدمها نفي كانت للفعل بعد بطء، وإن شئت قلت: لمقاربة عدم الفعل، كقوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون).
222 - لطيفتان في إسناد واحد
* وفيه أيضا:
وأما قول مسلم: وحدثني أبو سعيد الأشج قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش عن المسيب بن راقع عن عامر بن عبدة إلخ. . . فهذا إسناد اجتمع فيه طرفتان من لطائف الإسناد: (إحداهما) أن إسناده كوفي كله، والثانية أن فيه ثلاثة تابعين يوري بعضهم عن بعض، وهم الأعمش، والمسيب وعامر، وهذه فائدة نفيسة قل أن يجتمع في إسناد هاتان اللطيفتان.
صفحہ 59