245

قاہرہ

القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل

اصناف

52,5٪

56,7٪

28,8٪

51,5٪

المصدر: جدول 15 «النشرة السنوية لبحث العمالة بالعينة 1997» الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

الملاحظ من الجدول أن البطالة ترتفع بصفة عامة في الفئات من 20 إلى 30 سنة، وهي المنطقة الحرجة من العمر قبل أن يستقر الشباب في وظائف ومهن محددة. أما ارتفاع البطالة بين الشباب من 15 إلى 20 سنة فأمر منطقي؛ لأن هذه هي فترة استكمال التعليم فوق المتوسط، والذين لا يدرسون هم من صغار السن بحيث لا يسمح تأهيلهم بالتشغيل الكامل، وبطبيعة الحال تزداد الفروق بين القاهرة والحضر والريف؛ ففي القاهرة مجالات عمل أكبر من بقية مدن مصر وريفها لأسباب معروفة لا حاجة لتكرارها.

وطبقا للجدول نفسه فإن العاطلين في محافظة القاهرة يبلغ 9,6٪ من مجموع العاطلين في مصر، لكنهم يبلغون 20٪ من مجموع العاطلين في حضر مصر، وهنا تكمن مشكلة البطالة في القاهرة حيث تزداد حدة في مجال جغرافي ضيق؛ بل وتتفاقم نتيجة تسرب العاطلين من ريف وحضر مصر إلى القاهرة بحجة إمكان الحصول على أي عمل، ولو كان ذلك عملا هامشيا متقطع المدى. (2-3) مناهج التعليم والبطالة

واستمرارا للمعرفة نرى أن 30٪ من العاطلين في القاهرة هم من حملة البكالوريوس والليسانس، وترتفع نسبة العطالة بين الحاصلين على التعليم المتوسط فتبلغ 43٪، فكأن نظام التعليم المتوسط والجامعي يلقي بأعداد كبيرة إلى ميدان البطالة؛ غالبا نتيجة عدم التأهيل الجيد، وللزيادة المفرطة في أعداد الخريجين، وأخيرا لضيق مجالات العمل؛ لقلة الاستثمارات في مجالات العمل التي تستوعب عمالة بشرية لقدمها، والاتجاه إلى الاستثمار في منشآت أحدث لا تتطلب عمالة كثيرة، ومن هنا نجد تكدس الهيئات الحكومية وشبه الحكومية بعمالة زائدة لحل مشكلات الخريجين، وتسعى الحكومات إلى تأجيل زيادة عدد العاطلين بفتح طرق كثيرة للالتحاق بالدراسات الجامعية وفوق المتوسطة، وهذه حلول مؤقتة لمشكلات متشابكة بداية من زيادة السكان فوق المقدرات التقليدية لأسس الاقتصاد المصري، وانتهاء بمعترك العولمة غير واضح المعالم إلا بصورة جزئية في مجال التجارة الدولية الحرة، وتأثيره على الأشكال الإنتاجية الوطنية في مصر. ومرة أخرى: يرجى من المفكرين، وليس التربويين وحدهم، الجلوس معا لوضع إستراتيجية للتعليم لما بعد الإعدادية بحيث تكون مرنة التطبيق داخل خطوط أساسية ملزمة ، وبحيث لا تصبح نمطا موحدا في أقاليم مصر المختلفة.

على سبيل المثال يمكن للأقاليم البحرية توجيه التعليم ناحية أنشطة البحر من أعمال المواني المتعددة: نقل بحري، وهندسة مواني، وميكانيكا بحرية، وحجر صحي، وصناعات التخزين الحديثة، وأحواش الحاويات، وشحن وتفريغ آلي، وحسابات ومحاسبة سلعية وجمركية، وإدارة مواني وسجلات كمبيوترية، وأمن بحري على الأرصفة وفي البحر الإقليمي وأمن المنطقة الجمركية ومكافحة الحوادث والحرائق وأعطال إمدادات الكهرباء والمياه، وغير ذلك من أعمال وأنشطة المواني؛ لتخريج عمالة بدرجات متعددة أكثرها مؤهلات مهنية متوسطة وأقلها مؤهلات عليا في هذه المجالات.

وعلى النسق نفسه يمكن أن تركز المناهج التعليمية في أنحاء من الدلتا والصعيد على إشكاليات انتقاء البذور البيئية، وتقليل استخدام الأسمدة الكيماوية والإنتاج والنقل والتشوين وأنظمة التسويق الزراعية الاحتكارية للمحاصيل المهمة الموجهة إلى التجارة الخارجية أو تلك المتجهة إلى الصناعات الزراعية. فعلى سبيل المثال: إن العودة في العالم المتقدم إلى ملبوسات القطن والكتان تحتاج إلى مزيد من الاهتمام بكل نباتات الألياف لصناعات النسيج، وبالمناسبة كان الكتان المصري منذ عصور الفراعنة وإلى وقت ليس ببعيد مصدرا أساسيا للملبوسات. المطلوب تقنيات أحدث في المعالجة؛ ليصبح الكتان والقطن علامات مصرية مميزة.

نامعلوم صفحہ