قوله عليه الصلاة والسلام [قوله تعالى] : (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء). فالوحي كلامه لعبده في المنام.
وقال عليه الصلاة والسلام : رؤيا المؤمن جزء من [ستة] وأربعين جزءا من النبوة. يعني صلى الله عليه وسلم، أن أكثر الأنبياء عليهم السلام كانوا لا يشاهدون الملك، إلا المحصورون المعدودون منهم. وإنما كان يوحى إليهم في النوم؛ فنبه عليه السلام على تلك الرتبة من النبوة، وأراد بها الرؤيا من الرجل المسلم الموحد، الذي لا يرتكب القاذورات والكبائر والمحظورات.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويى الرؤيا عشرين سنة، قبل أن يرى الملك، وكان ما يراه منها من النبوة.
المقالة السادسة
في ذكر أصناف الرؤيا
أول رؤيا رؤيت، رؤيا آدم عليه السلام، فإنه نام فرأى حواء في نومه كما خلقت، فلما انتبه من نومه رآها جالسة عند رأسه كما رآها في نومه.
قال جميع المعبرين من المسلمين واليونانيين وغيرهم : إن جميع ما يراه الإنسان في منامه ضربان : حق وباطل .
فالحق خمسة أصناف :
فالصنف الأول: الرؤيا الصادقة الظاهرة، وهى جزء من النبوة، لقوله تعالى :
صفحہ 92