وكان مستورا، نال شرفا وعزا، وإلا نقض عهدا يستحق به عقاب الله تعالى، لقوله تعالى : (فبما نقضهم ميثاقهم [وكفرهم بآيات الله] وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم)، وإلا كان تأويله كفرانه لأنعم الله تعالى عليه .
فمن رأى آدم عليه السلام في مكان حسنه وجماله، وكان للولاية أهلا، ملك ملكا عظيما، لقوله تعالى : (إني جاعل فى الأرض خليفة)، وانصلح حاله وحال أهل ذلك المكان. فإن كان للقضاء أهلا، قضى بين الناس.
فإن رأى أنه كلمه رزق علما، لقوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها)3) الآية؛ فإن رأى أنه أخذ منه شيئا نال نعمة ومتاعا على قدر ما أخذه. فإن لم يكن لذلك أهلا، دخل على ملك أو غني مسلما، وتمكن منه ونال منه عزا وسرورا.
فإن رآه في غير صورته، شاحب اللون أو سيىء الحال أو مقشعرا، فإنه ينتقل من موضع إلى موضع، وتزول نعمته، ويقع في زلة، ثم يأتيه الفرج والتوبة، لقوله تعالى : (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب وحيم)(5
وقالت النصارى : من رأى آدم عليه السلام في النوم، فإنه يغر بكلام وهو لا يعلم، وتنزل به بلية وفتنة، ثم ينجو ويرد الله عليه خيرا من ذلك، فيحذر نصيحة ناصح وصحبة عدو.
ومن رأى حواء، أم البشر عليها السلام بوجه جميل، فإنها جميلة لأنها أم الناس كافة؛ وإن كان في غم فرج عنه .
صفحہ 125