٦٢ - بل هذا وما يشبهه من البدع المحدثة التي لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، فليست واجبة ولا مستحبة باتفاق أئمة المسلمين. وكل بدعة ليست واجبة ولامستحبة فهي بدعة سيئة، وهي ضلالة باتفاق المسلمين.
٦٣ - ومن قال في بعض البدع إنها بدعة حسنة فإنما ذلك إذا قام دليل شرعي على أنها مستحبة، فأما ما ليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد من المسلمين إنها من الحسنات التي يتقرب بها إلى الله، ومن تقرب إلى الله بما ليس من الحسنات المأمور بها أمر إيجاب ولا استحباب فهو ضال متبع للشيطان، وسبيله من سبيل الشيطان.
٦٤ - كما قال عبد الله بن مسعود (١): خط لنا رسول الله ﷺ خطا وخط خطوطًا عن يمينه وشماله ثم قال: "هذا سبيل الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه". ثم قرأ (٦: ١٥٣): ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ .
_________
(١) أخرجه أحمد (١/٤٣٥، ٤٦٥) . وابن حبان كما في الإحسان (١/١٠٦) حديث رقم (٦) . وابن جرير (٨/٨٨) . والحاكم في المستدرك (٢/٣١٨) . وابن أبي عاصم في السنة (١/١٣) حديث (١٧) . والبغوي في شرح السنة (١/١٩٦) وفي التفسير (٢/١٤٢) (ط دار المعرفة) . كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. وعاصم قال فيه الحافظ في التقريب (١/٣٨٣): "صدوق له أوهام".
ولكن للحديث شاهد من حديث جابر يرتقي به إلى درجة الحسن، وهو ما رواه ابن ماجه في مقدمة سننه، باب اتباع السنة حديث (١١) . وابن أبي عاصم في السنة (١/١٣) حديث ١٦. والآجري ص١٢ من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر، ومجالد ليس بالقوي لكنه يصلح للاعتبار.
1 / 28