وَبَيْنَكُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أبَدًا حَتَّى تُؤمنُوا بالله وَحْدَهُ إلاّ قَوْلَ إبراهيمَ لأبيه لأسْتَغْفرَنَّ لَكَ وما أمْلكُ لكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيءٍ رَبّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلنا وإليْكَ أَنَبْنا وإليْكَ المَصيرُ * رَبّنا لا تجْعَلْنا فِتْنَةً للّذينَ كَفَرُا واغْفرْ لَنا رَبّنا إنّك أنْتَ الْعَزيزُ الحكِيمُ﴾ فقد أمر الله (١) تعالى المؤمنين بأن يتأسوا بإبراهيم ومن اتبعه، إلا في قول إبراهيم لأبيه: "لأستغفرنَّ لك" فإن الله لا يغفر أن يشرك به.
١٢ - وكذلك سيد الشفعاء محمد ﷺ، ففي صحيح مسلم (٢) عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي".
وفي رواية (٣) أن النبي ﷺ زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".
١٣ - وثبت عن أنس في الصحيح (٤) أن رجلًا قال: يا رسول الله
_________
(١) لفظ الجلالة غير موجود في المخطوطة.
(٢) كتاب الجنائز ٣٦ - باب استئذان النبي ﷺ في زيارة قبر أمه، حديث (١٠٥) .
(٣) مسلم في الموضع السابق حديث (١٠٦) . وأبو داود (٣/٥٥٧) ١٥ - الجنائز، ٨١ - باب في زيارة القبور، حديث (٣٢٣٤) . والنسائي (٤/٧٤)، كتاب الجنائز، باب زيارة قبر المشرك. وابن ماجه (١/٥٠١)، ٦ - كتاب الجنائز، ٤٨ - باب ما جاء في زيارة قبور المشركين حديث (١٥٧٢) . وأحمد (٢/٤٤١) . والحاكم (١/٣٧٥) . كلهم من حديث أبي هريرة، ﵁، وأخرج أحمد (٥/٣٥٦ - ٣٥٧) من حديث بريدة، قال: خرجت مع النبي ﷺ، حتى إذا كنا بودّان قال: "مكانكم حتى آتيكم"، فانطلق، ثم جاءنا وهو سقيم، فقال: أتيت قبر أم محمد، فسألت ربي الشفاعة فمنعنيها ... ". وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/٣٧٥، ٣٧٦) .
(٤) مسلم (١/١٩١)، ١ - كتاب الإيمان، ٨٨ - باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين، حديث (٣٤٧) . وأبو داود (٥/٩٠) =
1 / 7