الدنيا كما كان ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" (١) . وروى أنه دعا بذلك: أن اغفر لهم فلا تعجّل عليهم العذاب في الدنيا، قال تعالى (٣٥: ٤٥): ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾، وأيضًا فقد يدعو لبعض الكفار بأن يهديه الله أو يرزقه فيهديه أو يرزقه، كما دعا لأم أبي هريرة حتى هداها الله (٢)، وكما دعا لدَوْس فقال: "اللهم اهد دوسًا وائت بهم" فهداهم الله (٣) .
٨ - وكما روى أبو داود أنه استسقى لبعض المشركين لما طلبوا منه أن يستسقي لهم، فاستسقى لهم (٤)، وكان ذلك إحسانًا منه إليهم
_________
(١) البخاري، كتاب المرتدين ٨٨ - باب ٥، حديث (٦٩٢٩) . ومسلم ٣٢ - كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد، حديث (١٠٥) . وابن ماجه ٣٦ - كتاب الفتن، حديث (٤٠٢٥) ج (٢/١٣٣٥) . ومسند أحمد (١/٣٨٠، ٤٢٧، ٤٣٢، ٤٤١، ٤٥٣، ٤٥٦، ٤٥٧) . كلهم من حديث عبد الله بن مسعود، ﵁.
(٢) صحيح مسلم ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة ٣٥ - باب فضل أبي هريرة حديث (١٥٨) من طريق أبي كثير، يزيد بن عبد الرحمن.
حدثني أبو هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله ﷺ ما أكره، فأتيت رسول الله ﷺ وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم فاسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال: "اللهم أهد أم أبي هريرة"، ثم ساق القصة، وفيها أنها أسلمت، ﵂.
(٣) البخاري ٦٤ - مغازي ٧٥ - باب قصة دوس والطفيل بن عمرو، حديث (٤٣٩٢)، ٨٠ - الدعوات، ٥٩ - باب الدعاء للمشركين، حديث (٦٣٩٧) . ومسلم (٤/١٩٥٧)، باب فضائل غفار وأسلم ... وطيِّىء ودوس، حديث (١٩٧) . وأحمد (٢/٢٤٣، ٤٤٨) . كلهم من حديث أبي هريرة، ﵁.
(٤) لم أجد هذا الحديث الذي أشار إليه شيخ الإسلام في سنن أبي داود في الاستسقاء، فربما أورده أبو داود في غير أبواب الاستسقاء وقد يكون سبق قلم من الإمام أو من الناسخ، والحديث المشار إليه في البخاري، الاستسقاء حديث (١٠٢٠) فتح (٢/٥١٠) =
1 / 4