فقال: وأشكو ضعفا في نظري.
فأجابه: وهذي من الثمانين.
فقال: والوجع في ظهري، ما سببه؟
فقال الطبيب: من الثمانين يا شيخ.
فقال الشيخ: يظهر أنك حمار في الطب.
فقهقه الطبيب وقال: وهذي أيضا من الخمسة والثمانين.
فكل بلايانا يا عزيزي من الطائفية. فضحك صاحبي وقال: وأنا لي طائفة.
فقلت له: ولكنك لست ابن الضيعة ولا ابن المنطقة ولا يحتاجون إليك في الانتخابات، ففتش عمن يحتاج إليك، واركب كتفيه، أو تصبر حتى يهونها الله علينا وعليك. (2) أساليب بالية
لقد ارتقينا، في سلم الحضارة، درجات، ولكن أساليبنا السياسية ما زالت كما كانت. ما زال مجتمعنا يساس بأسلوب المير بشير، أولاده يلون الأحكام أولا، وثانيا ذووه الأدنون ثم الأبعدون، ثم المريدون الذين يشدون ظهره، في أوان الشد، إما بمالهم وإما برجالهم. وهكذا ظل السلطان ينتقل من يد إلى يد، من يد بشير المالطي إلى بشير بو طحين. واليوم تغيرت الأسماء فقط.
كان الأمير بشير وأولاده مستولين على مقدرات الشعب اللبناني، يتصرفون في الجبل تصرف المالك في عقاره، ورجال الدين يرفعون أيديهم مباركين الآتي باسم الرب؛ لأن شعارهم: لا سلطة إلا من الله. ويا ويل الشعب متى اتفقت السلطتان؛ المدنية والدينية، فلا ترى في تلك الساعة أثرا للكفاءات.
نامعلوم صفحہ