قبس فی شرح موطأ مالک بن انس
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس
ایڈیٹر
الدكتور محمد عبد الله ولد كريم
ناشر
دار الغرب الإسلامي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٩٩٢ م
اصناف
حديث (الْلَّهُمَّ فَالِقَ الإِصْبَاحِ قال فيه أمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي) وفي رواية (وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي) (١).
فإن قيل: وكيف يكون السمع والبصر وارثين للبدن وهما يفنيان معه؟ قال الأستاذ أبو المظفر (٢): هو مجاز على أحد معني الوارث، وذلك أن الوارث هو الذي لا يموت قبل الموروث، وهو الذي يبقى بعده، فيكون معنى قول النبي ﷺ، اللهم لا تعدمهما قبلي. وقال بعض الناس (٣) (٤) وأمتعني بأبي بكر وعمر لقول النبي ﷺ، في أبي بكر وعمر هما السمع والبصر (٥)، وهذا تأويل بعيد إنما المراد بهما الجارحتان.
(١) الموطأ ١/ ٢١٢ - ٢١٣ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله، ﷺ، كان يدعو، قال ابن عبد البر: لم يختلف الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه، وقد رواه أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: كان دعاء النبي ﷺ، فذكره. التقصّي ص ٢٣١.
أقول: الحديث مرسل لأنه روي من طريق مسلم بن يسار قال عنه الحافظ مسلم ابن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي، مولى الأنصار، مقبول من الرابعة / بخ ص د ت ق. ت ٢/ ٢٤٧ وقال في ت ت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني يعتبر به ت ت ١٠/ ١٤١.
وأبو خالد الأحمر هو سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر، الكوفي صدوق يخطئ من الثامنة. مات سنة ١٩٠ أو قبله وله بضع وسبعون /ع. ت ١/ ٣٢٣ -، وانظر ت ت ٤/ ١٨١.
درجة الحديث: ضعيف لأن مسلم بن يسار لم يوثقه غير ابن حبان.
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) في (م) زيادة معناه.
(٤) وقال ابن كثير: قال سعيد بن جبير وعكرمة ومقاتل بن حيان والضحاك. صالح المؤمنين أبو بكر وعمر. تفسير ابن كثير ٧/ ٥٦، وانظر القرطبي ١٨/ ١٨٩.
(٥) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٥٢ (عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ الله، ﷺ اَنْ يَبْعَثَ رَجُلًا في حَاجَةٍ قَدْ أَهَمَّتْهُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَه عَلِيُّ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ هذَيْنِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ أَبْعَثُ بِهذَيْنِ وَهُمَا مِنَ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ). رواه الطبراني، وفيه فرات بن السائب وهو متروك.
أقول: فرات بن السائب هو أبو سليمان، وقيل أبو المعلى، الجزري عن ميمون بن مهران وعنه حسين بن محمد المروزي وشبابة وجماعة. قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني وغيره: متروك، وقال أحمد: قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به ذلك. الميزان ٣/ ٣٤١ وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار. المجروحين ٢/ ٢٠٧.
درجة الحديث: ضعيف.
1 / 413