زاد الداعية إلى الله
زاد الداعية إلى الله
ناشر
دار الثقة للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
پبلشر کا مقام
مكة المكرمة
اصناف
علمه من شريعة الله ﷾ في أي مكان، وفي أي مناسبة.
أيها الأخوة: إن موضوع محاضرتنا هذه: «زاد الداعية إلى الله ﷿» والزاد لكل مسلم هو ما بينه الله ﷿ في قوله: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ . (البقرة: ١٩٧) . فزاد كل مسلم هي تقوى الله ﷿ التي كرر الله تعالى ذكرها في القرآن أمرًا، وثناء على من قام بها وبيانًا لثوابه، وغير ذلك من أساليب الكلام: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَتُ وَالاَْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ . (آل عمران: ١٣٣ - ١٣٦) .
أيها الأخوة الكرام: ربما تقولون: ما هي التقوى؟
فالجواب: ما أثر عن طلق بن حبيب ﵀ حيث قال: (التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله) . فجمع في هذه العبارات بين العلم، والعمل، واحتساب الثواب، والخوف من العقاب فهذه هي التقوى.
وإننا نعلم جميعًا أن الداعية إلى الله ﷿ أولى الناس أن يتحلى بهذا الخلق بتقوى الله في السر والعلن. وإنني ذاكر بمعونة الله ﷿ في هذا المقام ما يتعلق بالداعية وما ينبغي أن يتزود به.
* الزاد الأول: أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه:
على علم صحيح مرتكز على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، لأن كل علم يتلقى من سواهما فإنه يجب أن يعرض عليهما أولًا، وبعد عرضه فإما أن يكون موافقًا
1 / 10