120

Proselytizing through Interactive Internet Services

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

اصناف

بالفهم الجبري، الذي يرى في الإنسان ريشةً في مهب الريح، مسلوب الإرادة والاختيار، وذلك للطعن في عدالة ورحمة إله المسلمين الذي يؤمنون به -كما يطرحون ذلك صراحة. ويضاف إليه تحريف معنى قوله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (١)، إلى أنْ يكون المقصودُ أنّ المسلم يعيش حياته قلقًا -وإن كان على الطّاعة- من أن يَمكر به مولاه فيجبره على فعل الكفر فيكون مآله العذاب (٢) (٣). ٥) الطعن في بعض شعائر الإسلام، وعلى الأخص منها شعيرة الجهاد. الجانب الرّابع: الدفاع عن النصرانيّة وهذا يكون في الغرف النصرانيّة كما يكون في الغرف الإسلاميّة. ويكون بالتصدي لكل ما يثار حول النصرانيّة كتابًا وعقائد وشعائر. فيتولى النصارى محاولة إثبات صحة عقائدهم وطقوسهم التعبديّة وعصمة كتابهم المقدس، ودفع ما يثار

(١) سورة الأعراف، الآية ٩٩. (٢) طرحت هذه الشبهة في غرفة ZILZAL (زلزال)، بتاريخ ١٧ محرم ١٤٣٢هـ، السّاعة ٣م. (٣) سياق الآيات يتحدث عن أهل القرى الذين قَلّ إيمانهم برسلهم. ولذا يقول ابن كثير ﵀ في تفسيره لهذه الآيات: «ثم قال تعالى مخوفًا ومحذرًا من مخالفة أوامره، والتجرؤ على زواجره: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى﴾ أي: الكافرة ﴿أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا﴾ أي: عذابنا ونكالنا، ﴿بَيَاتًا﴾ أَيْ: ليلًا ﴿وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ أي: في حال شغلهم وغفلتهم، ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾ أي: بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾؛ ولهذا قال الحسن البصري ﵀: "المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن". انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٤٥١. وما أجمل كلام ابن القيم ﵀ في الرد على دعاة هذا المنهج السقيم حيث يقول: «الجُهّال بالله وأسمائه وَصِفَاته؛ المعطلون لحقائقها، يبغضون الله إلى خلقه، ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون. ونحن نذكر من ذلك أمثلة تحتذي عليها، فمنها أَنهم يقررون في نفوس الضعفاء أَنَّ الله سبحانه لا تنفع معه طاعة وإن طال زمانها وبالغ العبد وأتى بها ظاهرة وباطنة، وأنَّ العبد ليس على ثقة ولا أمن من مكره، بل شأنه سبحانه أن يأخذ المطيع المتقي من المحراب إلى الماخور، وَمن التَّوْحِيد والمسبحة إلى الشّرك والمزمار، ويقلب قلبه من الإيمان الخالص إلى الكفر. ويروون في ذلك آثَارًا صَحِيحَةً لم يفهموها، وباطلة لم يقلها المعصوم، ويزعمون أَنَّ هذا حقيقة التَّوْحِيد، ويتلون على ذلك قوله تعالى: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ﴾ وقوله: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ..». انظر: كتاب الفوائد، ص٢٣٠ - ٢٣١.

1 / 120