Prophetic Biography in the Encyclopaedia Britannica

Walid bin Blihish Al-Omari d. Unknown
52

Prophetic Biography in the Encyclopaedia Britannica

السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية

ناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

اصناف

الصحراوية العربية التي كانت الغارات فيها لونًا من ألوان الرياضة وليست شكلًا من أشكال الحرب (١)، وهذا يفسر كلمة razzia التي تسرف الموسوعة في استخدامها عندما تتكلم عن غزوات الرسول، وهي تعني: "غارة عسكرية تخريبية" (٢) . ولا يمكننا أيضًا أن نقبل الزعم بأن هذه الغزوات والسرايا كانت انعكاسًا طبيعيًا لحياة الصحراء العربية التي مثل فيها النشاط القتالي لونًا من ألوان الرياضة القومية، إن هذا الزعم لو صح فيما يتعلق بحياة العرب في الجاهلية فإنه لا يمكن أن يصح فيما يتعلق بالحياة في ظل الدولة الإسلامية، وذلك أن الإسلام لم ينظر للقتال على أنه متعة وتسلية ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١٦]، هذا هو فرض الجهاد، يبين الله ﷾ أن هذا مِمّ امتحن المسلمين به وجعله طريقًا موصلًا إلى الجنة، ولكن القول بأن العرب كانت تغزو وتُغير للتسلية، فهذا ما ينم عن جهل عميق بخصائص النفس البشرية، ونزوعها إلى الركون إلى السلم وطلبها السلامة. *وكان المهاجرون (الرجال الذين قدموا من مكة) في بداية الأمر ضيوفًا على إخوانهم المسلمين في المدينة. ولكن لم يكن محمدًا ليقبل أن يستمر

(١) مونتقمري وات، المرجع السابق، ص ١٠٥. (٢) معجم: The World Book Dictionary.

1 / 52