النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام

Ahmed Abdul Wahab Ali d. Unknown
97

النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام

النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام

ناشر

مكتبة وهبة

ایڈیشن نمبر

-

اصناف

قال الله للملائكة إبان عملية خلق آدم: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [الحجر: ٢٩] . فالمسيح ليس أكثر من عبد من عبيد الله المكرمين. ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الزخرف: ٥٩] . لقد جاء المسيح عيسى مثلًا ملموسًا على قدرة الله على التخليق، وذلك في زمن طغت فيه المادية على بني إسرائيل فأنكروا إعادة تخليق الإنسان وبعثه في القيامة للحساب، وتحدثنا الأناجيل عن طائفة الصدوقيين التي كانت تنكر القيامة أيام المسيح، وكان لها نفوذ وسلطان فتقول: "وجاء إليه قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة وسألوه" "مرقس ١٢: ١٨، متى ٢٢: ٢٣، لوقا ٢٠: ٢٧". ومع بولس في رحلاته التبشرية "حدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقيين وانشقت الجماعة، لأن الصدوقيين يقولون إنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح" "أعمال الرسل ٢٣: ٧-٨". فالمسيح عبد الله أولًا وأخيرًا، ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: ١٧٢-١٧٣] . وبعد ذلك فالمسيح مقرب من الله، مفضل بين الرسل: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: ٤٥] .

1 / 106