Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
ناشر
جامعة المدينة العالمية
اصناف
هذه هي جذور الثقافة الأوربية التي تحاول فرض أجندتها على العالَم الإسلامي، وإحلالها محلّ الثقافة الإسلامية.
وإننا إذ نضع معالم وملامح الحضارة والثقافة الأوربية بين أعين مَن يُروِّجون لحضارة أوروبا وثقافتها، نبيِّن لهم أن هناك فرقًا شاسعًا بين الحضارتيْن واختلافًا بين الثقافتيْن.
فهل تستوي حضرة وثقافة وحي السماء ورسالات الأنبياء، مع الحضارة والثقافة المادية التي لا تقيم وزنًا لِدِين ولا تحترم خُلُقًا أو فضيلة؟
أثر الحضارة والثّقافة الإسلاميّة على العالَم
لقد اتّضح لنا أثَر الحضارتيْن اليونانية والرومانية على قارّة أوروبا في العنصر الثاني من هذه المحاضرة، وتبيّن لنا أنّ معظم ثقافتها وسلوكها امتدادٌ لهما، بجانب النصرانية التي عبثت بها الأيدي والعقول، فلم تصل إلى أوروبا بالصورة الحقيقية التي جاء بها عيسى ﵇، والتي لا تختلف في جوهرها عن كلّ رسالات السماء.
وقبل أن نبيِّن أثَر الثقافة الإسلامية على العالَم، ينبغي أن نذْكر ما تتميّز به حضارة الإسلام وثقافته، ونحدِّد بإيجاز معالِمَها وملامحها، ومن خلال تلك المعالم تتّضح صورة الدّعاة إلى الله، وتكوين شخصيّتهم وإعدادهم الإعداد العلْمي والثقافي، الذي يعمّ خيره ويكثر نفعه -إن شاء الله تعالى-.
خصائص الحضارة الإسلامية وثقافتها:
تتميّز ثقافة الإسلام وتنفرد عن غيرها من الثقافات الأخرى بما يلي:
أولًا: مرتبطة بوحي السماء من خلال القرآن الكريم الذي تكفّل الله بحفْظه، وتعهّد بصوْنه، وما زال عطاؤه متجدِّدًا ومستمرًا إلى قيام الساعة؛ هذا، بجانب
1 / 64