شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Muhammad Ali al-Hashimi d. Unknown
97

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

ناشر

دار البشائر الإسلامية

ایڈیشن نمبر

العاشرة

اشاعت کا سال

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

اصناف

ينفق عليهم بسخاء وطيب نفس: على أن الإسلام لا يكتفي بعاطفة الوالدين الفطرية وحنانهما على الأولاد، إذ ربما يعرض في الحياة ما يلهي عن الولد، ويصرف الوالدين أو أحدهما عن التضحية في سبيله بطيبات الحياة، أو تقسو الأيام، ويخشن العيش، ويستحكم الإملاق، فيتذمر الوالدان أو أحدهما من ثقل التبعات، وفداحة الأعباء، وبهظ النفقات؛ ولهذا كله رفد الإسلام عاطفة الوالدين الفطرية بما أعده لهما من ثواب عظيم، تهون أمامه التضحيات، ويصغر العذاب ويتلاشى البؤس والإملاق. عن أم سلمة ﵂ قالت: قلت: يا رسول الله، هل لي أجر في بني سلمة أن أنفق عليهم، ولست بتاركتهم هكذا وهكذا؟ إنما هم بني، فقال: «نعم لك أجر ما أنفقت عليهم» (١). وعن أبي مسعود البدري ﵁ عن النبى ﷺ قال: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة، يحتسبها (٢)، فهي له صدقة» (٣). بل إن الإسلام ليجعل النفقة على الأهل والعيال أفضل وجوه النفقة وأعظمها أجرا، نرى مصداق ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك».

(١) متفق عليه. (٢) أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه. (٣) متفق عليه.

1 / 97