158

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

ناشر

مكتبة الغرباء

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٨ هـ

پبلشر کا مقام

الدار الأثرية

اصناف

عباد الله! وهذا أبو موسى الأشعري ﵁ يخبرنا عن هجرته هو وأصحابه إلى الحبشة. عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: "بلغنا مخرج النبي- ﷺ ونحن باليمن، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب، فأقمنا معه حتى قدمنا، فوافقنا النبي ﷺ حين افتتح خيبر، فقال النبي ﷺ: "لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان" (١). عباد الله! قال النبي ﷺ ذلك عندما قال عمر بن الخطاب ﵁ لأصحاب السفينة: "سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله ﷺ منكم"، فلما بلغ الخبر إلى النبي ﷺ قال: "لا ما هو بأحق بي منكم وله (أي: لعمر وأصحابه) هجرةٌ واحدة ولكم يا أهل السفينة هجرتان" (٢). ولما عاد مهاجروا الحبشة إلى رسول الله ﷺ جعل يسألهم ويخبرونه بما رأوا في أرض الحبشة من أعاجيب: فعن جابر ﵁ قال: لما رجع مهاجروا البحر إلى رسول الله ﷺ قال لهم رسول الله ﷺ: "ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟! " قال فتية منهم: بلى يا رسول الله! بينما نحن جلوس، إذ مرت عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قُلَّةً من ماء، فقام إليها فتىً من فتيانهم فوضع إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها. فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت، التفتت إليه فقالت: سوف تعلم، يا غُدر! إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون،

(١) رواه البخاري (٤٢٣٠، ٤٢٣١). (٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٤٢٣٠، ٤٢٣١)، ومسلم (رقم ٢٥٠٢، ٢٥٠٣).

1 / 149