77

Orientalism and Its Stance on the Prophetic Tradition

الاستشراق وموقفه من السنة النبوية

ناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

اصناف

من أجل ذلك كله وجد المسلمون أنه من الواجب عليهم جمع سنة المصطفى ﷺ بهذا الشكل الذي بين أيدينا وحفظها وحمايتها والدفاع عنها. ٤ – أن النبي ﷺ أمر بعض الصحابة بكتابة الحديث، حتى يكون لهم مرجعًا آخر بعد القرآن في المستقبل، وهذا ما قاله أبو هريرة ﵁: "ما من أصحاب النبي ﷺ أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب" (١) . ثم لا بد من ذكر الأسباب الحقيقية لوضع الأحاديث وهي بإيجاز: ١ – الخلافات السياسية: وذلك من أجل أن يثبت كل فريق أحقيته بالخلافة وأفضليته بالاتباع، وكان من أكثر الذين وضعوا الأحاديث هم الرافضة، حتى سئل الإمام مالك عنهم فقال: "لا تكلموهم، ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون" (٢) وقال الشافعي: "ما رأيت في أهل الأهواء قومًا أشهد بالزور من الرافضة" (٣) . ويكفي ما قال عنهم الخليلي في الإرشاد: "وضعت الرافضة في فضائل علي وأهل بيته ثلاثمائة ألف حديث"، ومن أشهر الأحاديث الموضوعة حديث الوصية في غدير خم، والذي يروي فيه الرافضة أن الرسول ﷺ أخذ بيد علي بعد رجوعه من حجة الوداع وقال للصحابة: "هذا وصيي وأخي والخليفة من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا" وقد كذّب أهل السنة هذا الحديث وعدّوه في الموضوعات.

(١) صحيح البخاري، برقم ١١٣، ص٢٤-٢٥. (٢) الوضع في الحديث، عمر بن حسن فلاتة ١/٢٤٦. (٣) المرجع السابق.

1 / 77