ي لق اسم الله الرحمن الرحيم وبه الاستعانة. إنه ولي المتقين، وعليه التوكل (1) .
الحمد لله الذي خلق من الماء بشرا، فجعله نسبا وصهرا . وصلى الله على سيدنا حمد المبعوث بشيرا ونذيرا، وعلى اله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا امين (2) . وبعد: فلما رأيت نساء هذا الزمان يتزين بزي الفاحشات، ويمشين في الأسواق، وهن لدين كالمحاربات، ويكشفن وجوههن وايديهن عند الناس لتميل (3) اليهن النفوس.
بالوسواس، ويلعبن في الولائم مع الشبان، فيستحقن بذلك الغضب من الرحمن، ويخرجن ال الحمامات والمقامات بأنواع الزينة والطيب والتبخير فيحشرون بذلك في النار، بمخالفة الجبار، بواسطة هذا التسخير (4)، وهن عند أزواجهن (في عدم طاعتهن لهم) (5) بخلاف اذلك، الا أن يقصدن الخروج لذلك، فإنهن كالخنازير والقرود (باطنا طبعا، كالآدميات اظاهرا فرعا) (6)، سيما(7) نساء هذا الزمان، ومانصحن (8) أزواجهن في الدين (9) .
1 - في ب : التوكل . وفي د: بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر ياكريم 4 - الكلمة ساقطة مند.
3 - في د: فتميل.
4 - كذا في د. وفي ب: التسخير هذا.
5 - ساقعلة من د 6 - وفي د: وخالفن الشرع، وتعدين الحدود.
- "سيما" تركيب غير سليم، لأن "سي" مفردة اسم بمنزلة مثل وزنا ومعنى . وتشديد يائه ودخول "ل.
اعليه، ودخول الواوعلى "ل1" واجب . قال ثعلب: من استعمله على خلاف "ولاسيما" فهو خطىء "مغني البيب: 1 /139).
8 - وفي د: لعدم نصيحة 9 - ساقطة من د.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-000.txt
ابل ضلوا بالاذن هن في خروجهن لجميع المجالس . فهن أخوات الشياطين اوالاباليس، نزعت من قلوبهم أنوار السكينة والغيرة، وقد صاروا بواسطة الشهوة في ارورة، وتركوا لحاهم في أيدي الناس، فالمرأة هي الأميرة، ورفضوا دينهم في رضى العورة. فصاروا من جملة الطغاة الفجرة، ولم يقتدوا بمن سلف من الطاهرين البررة.
اه يهات هيهات، قد امتلأ الزمان بالغواة . فأين شرائط الدين والشريعة؟) وأين من تحفظ من اذلك بالذرع والذريعة؟(1) فأعاذنا الله من هذه الطائفة، ورزقنا العفو والعافية (2) .
فأردت أن أبين الحال، في مختصرشريف المقال، وأبين فيه : اداب النكاح، ومايتعلق به والسفاح. ثم قال لي قلبي : إن أهل هذا الزمان يشتغلون فيك بمقتضى ذلك بالهذيانا الأن عندهم أكل الجيفة في طلب الفضيحة، أحب اليهم من الحضور لسماع النصيحة ااقلب لاتوجل، والى مافيه من الخير فاعجل . فابتدأت بتصنيف هذا الجز فقلت وحقيقه، بتأييد الله تعالى وتوفيقه، والله المستعان في كل الأمور، ومنه الارشاد وشرح الصدور (وسميت هذا الكتاب) (3) "نزهة المتأمل ومرشد المتأهل"، وجعلته من حيت القول أنه يشتمل على تسعة فصول، (والله تعالى في ذلك المسؤول) (4) : الفصل الأول: في فضل النكاح والترغيب فيه.
الفصل الثاني : في فوائده.
الفصل الثالث: في آفاته.
الفصل الرابع : في أداب العقد، و[في] (5) أي النساء ينبغي أن يتزوج [بها] (6)، 1 - الذريعة : الوسيلة، وتذرع فلان بذريعة : توسل.
2 - مجاء في هامش ب : "وللزوج منع زوجته من عيادة أبوبها، ومن شهادة جنارتهما، وجنازة ولدها اوالاولى خلافه . انتهى القسطلاني على البخاري في باب : مايكره من ضرب النساء" . و"قال الحسن: المأطاع رجل امرأته فيما تهوى الاكبه الله في النار . انتهى القسطلاني على البخاري، باب قوله تعالى : قوا أنفسكم وأهليكم نارا".
3 - في د: وسميته.
4 - ساقطة من د.
5 - اضافة من د.
6 - اضافة من د.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-001.txt
وأيتهن ينبغي أن لايتزوج [بها] (1) وماعلامتهما؟.
الفصل الخامس : في أي الرجال خير للتزويج وأيهم شر.
الفصل السادس: في حق الزوجة على الزوج (ومافيه) (2) .
الفصل السابع : في حق الزوج على الزوجة وفضل خدمتها له.
الفصل الثامن : في اداب الوليمة، واداب الدخول على المزفوفة، واداب الجماع وصفة رحم المرأة، وكيفية وقوع النطفة فيها، وسركون الولد توأمين، وسرشبه بعض الاولاد ابالاعمام وبعضهم بالاخوال، وسر كون البعض ذكرا والبعض أنثى.
الفصل التاسع : في اداب الولادة وحقوق الولد على الوالدين، وفضائل خدمة(3) العيال. والله تعالى هو المعين.
1 - ساقطة من ب، والاضافة مند.
2 - ساقطة مند 3 - كذا في د. وفي ب: حرمة.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-002.txt
نامعلوم صفحہ
الفصل الأول في فضل النكاح والترغيب فيه أما ترغيب النكاح فقد بالغ بعضهم فيه حتى قدموه على التخلي لنوافل العبادات كاما اهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، وقيل : هذا لم يبق في (1) زماننا لحرمة وافقت في الالكتساب . فينبغي أن يقدم التخلي عليه كما هومذهب الشافعي رحمه الله تعالى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا أتى على أمتي مئة وثمانون سنة فقد حلت العزوبة والعزلة والترهب على رؤوس الجبال". ب وقال عليه السلام : "يأتي على الناس زمان لاتنال المعيشة فيه الا بالمعصية . فإذا كان اذلك الزمان فقد حلت العزوبة" والحديثان /مذكوران في الكشاف . ولهذا قال صاحبه ()[فيه] (3) وربما كان واجب الترك اذا أدى الى معصية أو مفسدة . وقال فيه شعرا (4) : فياليتني قد مت قبل التزوج ولكنني ابكي على المتزوج ازوجت لم أعلم وأخطيت لم أصب فوالله لاابكي على ساكن الشرى وقال بعض الاعراب: التزوج فرح شهروغم دهروكسر ظهر. وأما الأدلة المرغبة 1 - كذا في د. وفي ب: لم يتوفر.
2 - يعني صاحب الكشاف وهو الزخشري.
3 - اضافة من د.
4 - كذا في د. وفي ب: وقال في شعره.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-004.txt
فيه، فقد قال الله تعالى : "فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع" (1). فأباح الرجل أربعا لطفا منه بخلقه، ورحمة لهم أن تتجاوز بهم الشهوة الى المحظور عليهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى : "وهو الذي خلق من الماعا اشرا فجعله نسبا" (2) الخ. إن الرجل يتزوج المرأة الغريبة فتقع بينهما الالفة ، ثم تلا عليه السلام: "وجعل بينكم مودة" الآية (3) .
ووقال تعالى : "ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية" (4) . ومدح أولياءه بالسؤال فقال: "والذين يقولون: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين" (5).
ووقال عليه السلام: "النكاح سنتي فمن أحب فطرتي فليستن بسنتي. تناكحوا اناسلوا فإني اباهي بكم الأمم يوم القيامة ولوبالسقط" (6)، وفي رواية : "فمن رغب عن انتي فليس مني" . وفي رواية : "فمن رغب عن سنتي فمات قبل أن يتزوج صرفت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة وإن من سنتي النكاح" .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: اامن ترك التزوج مخافة العائلة فليس منا" الحديث . وهذا قيل : يستقرض المال للنكاح فإن الضمان ذلك على الله تعالى ولايخاف العسرة (7) والفقر إذا كان نيته التعفف والتحصن (8) .
وأما اذا كان يخاف من تكدير الوقت فينبغي أن يصبر ويفوض أمره الى الله تعالى ب اقال الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى : كنت أريد التزوج مرة من الزمان ولا أتجرأ (9.
1 - الآية: 3/ النساء:4.
2 - 1 لأية: 54/ الفرقان: 25.
3 - الآية: 21/ الروم: 30.
4 - الآية: 38/ الرعد: 13.
5 - الآية: 74/ الفرقان: 25.
6 - السقط: الولد الذي تضعه أمه لغير تمام.
7 - ساقطة من د.
8 - ساقطة من د.
9 - كذا في د، ورسمها "أتجري" . وفي ب: أتجسر.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-005.txt
خوفأ من تكدير الوقت. فلما صبرت الى أن بلغ الكتاب أجله ساق الله الي أربعة أزواج (1) مافيهن إلا من تنفق علي إرادة ورغبة فهذه ثمرة الصبر الجميل، فإذا صبر الفقير وطلب الرج من الله تعالى يأتيه الفرج والمخرج : "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث الايحتسب" . (2) اقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه الا تفعلو تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" . وقال عليه الصلاة والسلام : "من نكح لله أو أنكح له استحق ولاية الله" ، أي أنكح غيره لله . وقال عليه الصلاة والسلام لعثمان بن مظعون(3) اضي الله تعالى عنه حين أراد أن يطلق امرأته : "مهلا ياعثمان فإن الهجرة في أمتي : من اجرماحرم الله أو هاجر الي في حياته أوزارقبري بعد موتي، أومات وله امرأتان أوثلاث أو أربع".
وقال عليه الصلاة والسلام : "إذا تزوج أحدكم عج (4) شيطانه ، ياويلاه عصم ابن ادم مني ثلثي دينه" . وقال عليه الصلاة والسلام : "من تزوج (بامرأة صالحة حسناء لعلة حصن)(5) فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر أو الباقي"، و"إذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث، صدقة جارية أوعلم ينتفع به من بعده، أوولد صالح يدعو ووقال عليه الصلاة والسلام: "إن الرجل المسلم إذا غشي أهله أوماملكت يمين ه فلم يأت من وقعته تلك ولد كان له وصفا(6) في الجنة، وإن كان من وقعته ولد فمات قبله كان 1 - في د: زوجات، وهي أصح.
2 - الآية: 3/ الطلاق: 65.
3 - هو عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي، صحابي من الحكماء في الجاهلية، ومن الذين يحرمون الخمر، ومن أوائل المسلمين. هاجر الى الحبشة . منعه الرسول (ص) من الزهد والسياحة . توفي سنة2 .
4 - عج : صاح ورفع صوته.
5 - وفي د: من تزوج وأحصن.
6 - كذا في د. وفي ب: وصف
نامعلوم صفحہ
اله فرطا (1) وشفيعا يوم القيامة" .
وعن ابراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاووس : لأتزوجن(2) أو لأقولن لك ماقال عمر الاي الزوايد (3) . فقلت ماقال [له؟ قال:](4) مايمنعك النكاح الا عجز أوفجور. وكان يكثر النكاح ويقول: ماأتزوج الا لأجل الولد.
ووقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لايتم نسك حتى يتزوج". وكان يجمع غلانه اويقول: "إذا(5) أردتم النكاح أنكحتكم، فإن العبد إذا زنى نزع الايمان من قلبه" . معناه أن ان سك الناسك لايتم الا بفراغ القلب، ولايفرغ القلب الا بالتزوج.
ووكان (6) عبد الله بن عمررضي اللهعنهما ربما / يفطر على الجماع، وجامع ثلاث جوار اله قبل العشاء الأخيرة في شهر رمضان تفريغا للقلب لعبادة الله تعالى.
وكان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول: "لولم يبق من عمري الا عشرة أيام أحببت أن أتزوج حتى لاألقى الله تعالى عزبا".
اووي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: "ألك زوجة؟". فقال: لا.
فقال : "وأنت صحيح سليم؟" . قال : نعم . قال: "إنك إذا من إخوان الشياطين، ان ااشراركم عزابكم، وإن أراذل موتاكم عزابهم، وإن المتزوجين هم المبرؤون من الخنى(7) ، ووالذي نفسي بيده ماللشيطان سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء من ترك النكاح".
وعن(8) سعيد بن جبير قال لي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "ألك امرأة 1 - الفرط : المتقدم قومه الى الماء، ويستوي فيه الواحد والجمع.
2 - كذا في د. وفي ب: لتزوجن.
3 - كذا في د. وفي ب : لأبي الذؤابة.
4- اضافة من د 5 - في د : إن.
6 - كذا في د. وفي ب: وعده.
7 - الحخنى : الفحش في الكلام.
8 - وفي د : قال.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-007.txt
قلت: لا . قال : فتزوج فإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء" .
ووماتت امرأتان لمعانز رضي الله عنه بالطاعون، وكان هو مطعونا، فقال: زوجوني فاني اكره أن ألقى الله تعالى عزبا، فإن باعث الشهوة متوقع في كل ساعة، فمتى عقد فقد هيأ المحل.
وتزوج أحمد رضي الله تعالى عنه في اليوم الثاني من وفاة امرأته وقال : أكره أن أبيت عزبا.
وقيل لبشر رحمه الله تعالى في تركه النكاح، قال: [أنا](1) مشغول بالفرض عن السنة. ورئي بعد وفاته في المنام فقيل له : مافعل الله بك؟ قال : رفعت منازلي في الجنة ولم أبلغ منازل المتأهلين.
ووقال ابن عيينة رحمه الله تعالى : كثرة النساء ليست من الدنيا لأن عليا رضي الله عنه كان أزهد الصحابة، وكان له أربع نساء(2) وسبع عشرة سرية، ونكح بعد فاطمة رضي الل اعنها. [وكان الحسن](3) منكاحا ومطلاقا، حتى نكح زيادة على (4) مئتي امرأة، وربما جمع ان أربع في عقد واحد، وربما طلق أربعا في وقت واحد، واستبدل بهن أربعا.
وتزوج المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ثمانين امرأة) .(5) .
ووقيل : كان لسليمان بن داود عليهما السلام ثلاثمئة امرأة حرة سوى السراري وقيل: كان له سبعمئة امرأة وثلاثمئة سرية . [وقيل : كان لداود عليه السلام مئة امرأة] (6) .
وقال أبوبكر الوراق رحمه الله تعالى : كل شهوة تغني القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب . ولهذا كان الانبياء عليهم الصلاة والسلام يفعلون ذلك.
وفي د: زيادة في . وتعدية "زاد" بعلى، كما ذكرنا في النص.
1 - اضافة مند.
2 - وفي د. نسوة.
3 - اضافة من : د.
4 - في ب : زيادة عن.
5 - ساقعلة من د.
6 - اضافة من د.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-008.txt
ووانما كان حال أهل الله تعالى هكذا في النكاح لأن الصدر إذا ملى (1) بالنور وفاض (1) في العروق يهيج القلب والنفس ريح الشهوات وقواها (3) بذلك النور، فكل من كان نور ايقينه أوفر كان جماعه أكثر، فإن العلاج(4) بقدر العلة.
القال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطيت قوة أربعين رجلا في البطش والجماع () وأعطي المؤمن (6)[قوة] (7) عشرة".4 وقال ابن عمر رضي الله عنه : ماأعطي أحد من الجماع بعد رسول الله صلى ال ه اعليه وسلم ماأعطيت أنا . وأما أهل النفس فإن غلب فيه الجماع فمن نار الشهوة دون النور اوروي أن جماعة أتوا منزل زكريا عليه السلام فإذا فتاة جميلة قد أشرق لها البيت حسنا قالوا: من أنت؟ قالت: أنا امرأة زكريا عليه السلام [فقالوا :] (8) كنا نرى نبي الله لايريد النيا وقد اتخذ امرأة جميلة! فقال : ما (9) تزوجت امرأة جميلة إلا لأكفت بها بصري وأحفظ بها وقيل: ركعة من متأهل أفضل من سبعين ركعة من عازب.
اوفي الحديث : "من شهد حلال امرى مسلم فكأنما صام يوما في سبيل الله، واليوم فرجي بحمته يوم) اوفي الخبر : أفضل الشفاعة أن يشفع في نكاح بين اثنين.
وقال عليه الصلاة والسلام: "من أفسد امرأة على زوجها فليس مني . ومن أفسد 1 - وفي د: امتلأ.
2 - كذا في د. وفي ب: فاض، بحذف الواو 3 - وفي د: وقوائمها.
4 - وفي د. العلة. وهووهم 5 - كذا في د. وفي ب: والنكاح.
6 - كذا في د. وفي ب: المرء.
7- اضافة مند.
8 - اضافة من د.
4 - وفي د: انما . . لأكف.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-009.txt
اعبدا على سيده فليس منا . (ومعنى أفسد أي أوقع) (1) عداوة زوج امرأة في قلبها بأن يذكر مساوئه عندها (2) ، وكذلك في العبد.
ووستحب التأليف بين الزوجين فإنه [ورد أن] (3) امرأة كانت تبغض زوجها فأخبر بذلك النبي صلى/الله علي وسليم، فأدنى رأس أحدهما الى الآخر، ووضيع جبهتها على اجبهة زوجها، ثم قال: "اللهم ألف بينهما، وحبب أحدهما الى صاحبه (حبا شديدا) (4) .
فأحبته حبا شديدا . والله الموفق للصواب.
1 - كذا في ب. وفي د: ومن أفسد وأوقع.
2 - وفي ب: عندي.
3 - في ب: فإن امرأة. والاضافة والتصويب من د 4- ساقطة من د.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-010.txt
نامعلوم صفحہ
الفصل الثاني في فوائد النكاح وهي خمسة فوائد: [الفائدة] (1) الأولى : الولد وهو المقصود الأصلي ليبقى جنس الانسان، والشهوة مستحبة (2)كالموكل على الحارث بالقاء البذر، والقدرة الأزلية لم تكن قاصرة عن اختراع الأولاد وسائر الأشياء بلا سبب، ولكن سنة الله تعالى جارية بترتيب المسببات على الأسباب "ولن اجد لسنة الله تبديلا" (3) إظهارا لعزهم ، واحتياجهم الى المخلوقين، وتعبدا لهم عن السوع والطغيان، وابتلاء بأن أي عبد من عباده تشغله الاسباب.
واعلم أن في التوصل الى الولد قربة من أربعة أوجه: الوجه الأول: وهوأدقها. موافقة رضي الله تعالى عنه بالسعي في تحصيل الولد فإن من سلم الى عبيده آلة الحراثة وأرضا صالحة للزراعة كان دليلا على أنه يحب ويرضى بحراثته، فإذا(4) امتنع العبد حتى ضاع البذر وخرج الوقت استحق المقت فلما كانت الحكمة الأزلية مقتضية بقاء العالم الى جنسه، ولابقاء الا بجنس الانس . هيأ لكل آلة الحرث، وأحل ماوراء المحرمات، وخلق الشهوة موكلا الى تحصيل هذه الحكمة، ولما القصرت أفهام الأكثرين عن درك هذه الاشارة . فقال عليه الصلاة والسلام : "تناكحوا تناسلوا " الحديث.
1 - الآية: 62/ الأحزاب: 33، ومكررة في الآية: 23 / الفتح: 48 .
2 - وفي د: مسببة.
3 - ساقط من دالى آخر المقطع.
4 - وفي د: وإن.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-012.txt
الوجه الثاني : السعي في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال : "فاني أكاثر بكم الأمم" . وقال عليه السلام : "لجصير في ناحية خير من امرأة لاتلد" .
وقال عليه السلام : "خير نسائكم الولود الودود".
اوقال عليه السلام: " سوداء ولودا خير من حسناء عقيما" . وهذا يدل على أن طلب الد هو المقصود مع أن الحسن (5) أبلغ في التحصين.
الوجه الثالث: إبقاء الثواب ببقاء الولد كما [جاء] (6) في الحديث، نعم الا أن الظاهر صلاحه وديانته لأنه يتربى على تربية الولد.
الوجه الرابع : أن يموت الولد قبله، قال صلي الله عليه وسلم: "إن الولد يقال له: اخل الجنة ، فيقف على باب الجنة، أي يقوم ممتلئا غيظا وغضبا، ويقول : لاأدخل الجنة الاوأبواي (1) معي. فيقال (2) : أدخلوا أبويه الجنة.
اوفي الخبر : إن الأطفال يجتمعون في موقفي يوم القيامة عند عرض الخلائق الحساب، فيقال للملائكة : اذهبوا بهؤلاء الى الجنة. فيقفون على باب الجنة. فيقال الهم : مرحبا بذراري المسلمين؛ ادخلوا الجنة لاحساب عليكم. فيقولون: أين (3) أباؤنا وأمهاتنا؟ فتقول الخزنة : إن اباءكم وأمهاتكم ليسوا معكم (4) انهم كانت لهم ذنوب وسيئات، فهم يحاسبون عليها ويطالبون. فيتصارخون ويصيحون ععلى باب الجنة ضجة 5) عظيمة. فيقول الله تعالى وهوأعلم بهم : ماهذه الضجة (6) فيقولون : ياربنا، أطفال الملسلمين قالوا : لاندخل الجنة الا مع أبائنا وأمهاتنا (7). فيقول الله تعالى : تخللوا الجميع افخذوا بأيدي ابائكم فأدخلوهم الجنة. وقال عليه السلام: "من مات له ثلاثة لم يبلغ الحنت 1 - في الأصل : وأبوي، ولعل الصواب ماذكرنا.
2 - وفي د: فيقول الله تعالى.
3 - كذا في د. وفي ب : إي و 4 - وفي د: منكم 5 - كذا في د. وفي ب: الحسناء.
6 - إضافة من دوفي ب: الصيحة.
7 - ساقطة من د.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-013.txt
(1) أدخله الجنة بفضل رحمته اياهم" . قيل : يارسول الله واثنان؟ قال : "واثنان" . وفي رواية: وواحد.
ووقالت(2) امرأة: يارسول الله ادع الله لي فلقد دفنت ثلاثة. فقال: "احتظرت (2) بحظار شديد من النار".
وقال عليه السلام: "إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته (4) : قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمزة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون : حمدك واسترجع. فيقول الله تعالى : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسمو بت الحمل)) و قيل (5) : إن بعضهم كان لايتزوج فانتبه من نومه ذات يوم وقال: زوجوني. ثم قال: رأيت في المنام كأن (6) / القيامة قد قامت. وكأني من جملة الخلائق في الموقف، وبي من .
العطش مايقطع عنقي ، فإذا بولدان (17) يتخللون الجمع وبأيديهم أباريق من فضة وأكواب من ذهب، يسقون الواحد بعد الواحد. فمددت يدي الى أحدهم (8) وقلت: اسقني فقد أجهدني (9) العطش.
فقالوا: ليس لك فينا ولد وإنما نسقي اباءنا. فقلت: من أنتم؟ فقالوا: نحن الموتى (10) من أطفال المسلمين.
1 - الحنث : الباطل.
3 - وفي د: وقال.
3 - احتظر: احتهي 4 - وفي د: للملائكة.
5 - وفي د: وحكي.
6 - كذا في د. وفي ب: أن.
7 - وفي د: ولدان.
8 -وفي د: واحد.
9 - وفي د: جهد بي 10 - وفي د: نحن من مات.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-014.txt
الفائدة الثانية : إن في النكاح الحث على (1) طلب لذة الآخرة، لأن اللذة الآجلة الاتعرف إلا بذوق اللذة العاجلة، فيشتاق اليها وأنه سبب للولد، فكأن فيه حياة ظاهرة ابالولد، وحياة باطنة بالاشتياق الى دار اللذات، وفيه تحصن من غوائل الشهوة (2). فإنها إذا اهاجت قلما يقاومها عقل ودين (3) ولهذا غلبت النساء على عقول الرجال.
اقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مارأيت من ناقصات عقل ودين(4) أغلب لذي الألباب منكن".
وروي أنه صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأعجبته. فدخل على زينب فقضى احاجته وخرج. فقال: "إن المرأة إذا أقبلت أقبلت في صورة شيطان، فإذا رأى أحذكم امرأ فأعجبته فليأت أهله فليواقعها، فإن ذلك يرد مافي نفسه".
ووقيل: مربعض الشعراء بنسوة فأعجبه شيء(5) منهن، فأنشأ يقول: ان النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين فأجابته واحدة منهن تقول: إن النساء رياحين خلقن لكم م وكلكم تشتهوا(6) شم الرياحين وقيل(7) : إن ابليس لما خلقت المرأة قال : أنت نصف جندي، وأنت موضع سري ووأأت سهمي الذي أرمي به (8) ولاأخطى.
وو ذكر الله تعالى حب الشهوات في كتابه العزيز فقال (9) تعالى : "زين للناس حب 1 - وفي د: الى.
2 - وفي د: من غوى الشهوات.
3 - كذا في د. وفي ب: ولادين.
4 - كذا في د. وفي ب: ولادين.
5 - وفي د: فأعجبنه شيئا.
- بستوي البيت إذا قرئت: يشتهي 7- وفي د: وروي.
8- وفي د: بك.
9 - كذا في د: وفي ب: قال.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-015.txt
الشهوات من النساء والبنين" . الآية(1) .
فهذه جميع شهوات الدنيا، وبدأ بذكر النساء لعلمه تعالى بموقعهن من قلوب الناس.
وقال تعالى : "وخلق الانسان ضعيفا" (2) أي في شأن الناس . وهذا حال الرجل في الشهوة.
فأما المرأة فقد ذكر في "نوادر الأصول"(3) أنها فضلت بالشهوة على الرجل (4) بتسعة ووتسعين جزءا، لكن من الحياء انكسرت شهوتها (لأن بالحياء عين وأمر، فإن شهواتها بأجزائها على الكمال) (5).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "لاتتبعن النظرة (النظرة الأخرى فإن لك) (6) الأولى وليست لك الاخرى".
قال عليه السلام : "النظر الى محاسن المرأة سهم من سهام ابليس مسمومة، فمن اصرف بصره عنها رزقه الله عبادة يجد حلاوتها".
ووفي الخبر : "ماترك العبد شيئا من الدنيا الا أتاه الله خيرا منه وأفضل" .
اوقال عليه السلام : "من ملا عينيه من الحرام فقد ملأ عينيه يوم القيامة من النار" .
وقال عيسى ابن مريم عليه السلام : "إياكم (7) والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة".
1 - الآية: 14/ آل عمران: 3، وأتمتها النسخةد.
2 - الآية: 28/ النساء:4.
- عنوان الكتاب "نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول لأبي عبد الله محمد بن على المؤذن الحكم الرمذي المتوفي شهيدا سنة 255.
- جاء في هامش الورقة (6) قوله : "قوله فضلت أي زادت عليه في الشهوة والصبر عليها للحياء الذي أردفه الله به لطفا منه تعالى بها".
5 - الجملة ساقلة من د.
6 - الجملة ساقعلة من د 7 - وفي د: اياك.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-016.txt
وفي الحديث: "من فاكه (1) امرأة لم تحل له ولا يحل لها حبس بكل كلمة ألف عام في النار، ومن التزم امرأة حراما قرن مع الشياطين (2) في سلسلة ثم يؤمربه الى النار" . وقيل: الايجلس الرجل في مجلسها حتى يبرد.
وقال عليه السلام: "من كشف سترا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة (3) أهله أو أحد لايحل أن يأتيه (ولو أنه) (4) حين أدخل بصره فاستقبله، أي صاحب الدار، ففقا عينه فلا شيء عليه" الحديث ، تمسك به الشافعي على مذهبه.
وقال سعيد بن المسيب رضي الله عنه : إذا رأيتم الرجل يطيل النظر الى الغلام الأمرد (5) الحسن فاتهموه.
وقال ابن عمررضي الله عنه : النظر الى أبناء الملوك حرام لأن لهم شهوة كشهو النساء العذارى (6) .
وقال ابن سيرين رحمه الله: ليس شي من الدواب يعمل عمل قوم لوط الا الخنزير والحمار.
ووعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من امات من أمتي وهو يعمل عمل قوم لوط / نقله الله اليهم حتى يحشر معهم" .
ووقال(7) واثلة بن الأسقع (8) وأنس بن مالك قال (9): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لاتذهب الدنيا حتى تستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فإن السحاق زنى النساء بينهن).
1 - كذا في د. وفي ب : صالح.
2 - وفي د: الشيطان.
3 - وفي د: صورة.
4- وفي د: فراه صاحب البيت.
5 - ساقعلة من د.
6 - وفي د: المرأة العذراء.
7 - وفي د: وعن.
8 - واثلة بن الأسقع بن عبد العزى الكناني صحابي من المعمرين. شهد حروب الشام وأقام بدمشق، اكان أخر من مات من الصححابة بدمشق سنة 83 ه.
9 - وفي د: قالا.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-017.txt
وقال عليه السلام: "من قبل(1) غلاما بشهوة فكأنما زنى مع أمه سبعين مرة، ومن ااانن مع أمه (مرة واحدة) (2) فكأنما زنى مع سبعين بكرا، ومن زنى مع البكر مرة فكأنما زنى ع سبعين ألف امرأة".
وقال محمد بن الحسن في شعره: الاتأمنن على النسياء أخا مافي الرجال على النساء أمين ووقال عليه السلام : "يحشر الزناة (3) يوم القيامة في تابوت من نار وأهل القيامة يجدون هم من مسيرة خسمئة عام ، وأهل الناريتأذون من نتن فروج الزناة ويزدادون بذلك عذابا أليما".
وقال عليه الصلاة والسلام : "يؤتى يوم القيامة بأناس ليس على وجوههم لحم وأعينهم سائلة على خدودهم، وليس في يوم القيامة أنتن منهم رائحة ثم يؤذن بهم الى النار اف سأله كعب الأحبار: من هم يارسول الله؟ فقال : "الذين يأتون الفواحش ولا يستحيون من اله (ولا من الناس) (4) فبشرهم بعذاب أليم" .
وقال (بعض المفسرين) (5) في قوله تعالى : "لولا أن رأى برهان ربه"(6) المراد بالبرهان أان يوسف عليه السلام رأى شخصا فقال (7) : يايوسف انظو [أمامك] (8) . فنظر فرأى لعبانا من نار أعظم مايكون. فقال: الزاني [يكون] (9) في بطن هذا الثعبان غدا.
اوفي الخبر أن الزاني لايخرج من الدنيا الا على أقبح حال 1 - وفي د: أتى.
2 - كذا في د. وفي ب: سبعين مرة.
3 - كذا في د. وفي ب : الزاني.
4- ساقط من د.
5- ساقط من د.
6 - الآية: 24/ يوسف: 12.
7 - كذا في د. وفي ب: يقول.
8 -اضافة من د.
9 - اضافة مند.
نامعلوم صفحہ
../kraken_local/image-018.txt
اوفي الزنى عشر أفات : نقصان الدين، ونقصان العقل، ونقصان العمر، ونقصان الرزق، وغضب الرحمن، ويورث الهجران، ويذهب سماحة الوجه، ويورث النسيان اويورث البغضة في قلوب الصالحين، ودعوته مردودة وعبادته غير مقبولة . ويكتب على جبين الزاني : هذا بعيذ من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار.
الفائدة الثالثة : ترويح النفس وإسكانها، فلواكرهت على المداومة عميت.
اقال الله تعالى : "هو الذي خلقكم من نفس. واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها". (1).
وفي الخبر (2) : على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه ولذاتها فيما يحل فإنها عون على الساعة.
اوقال النبي صلى الله عليه وسلم : "حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة".
الفائدة الرابعة : تفريغ القلب عن تدبير المنزلة، فإن المشتغل بتدبيره آناء الليل وأطراف النهار يضيع عمره . ولذلك قال محمد بن كعب في قوله تعالى : "ربنا آتنا في الدنيا احسنة" (3) فالمراد [بالحسنة في الدنيا] (4) الزوجة الصالحة.
اوقال النبي صلى الله عليه وسلم : "فضلت على آدم بخصلتين؛ كانت زوجته عونا له على المعصية، وأزواجي(5) أعوانا لي على الطاعة . وكان شيطانه كافرا وشيطاني مسلما (6) لايأمر الا بخير".
الفائدة الخامسة : مجاهدة النفس ورياضتها بالرعاية والاحتمال منهن (7) واصلاحهن 1 - الآية: 189/ الأعراف: 7.
2 - ساقطة من د.
3 - الآية: 201/ البقرة: 2.
4 - اضافة من د.
5 - في د: وأزواجا.
6 - كذا في د. وفي ب: مسلم 7 - وفي د: هن.
نامعلوم صفحہ