ابن ماجه (١). وروى ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، عن النبي ﷺ قال: "نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: خَمْشُ وُجُوهٍ، وَشَقِّ جُيُوبٍ، وَصَوْتُ عِنْدَ (نِعْمَةٍ) (*)، وَلَهْوٌ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ". خرجه وكيع ابن الجراح في كتابه عن ابن أبي ليلى به.
وخرج الترمذي (٢) أوله ولم يتمه، وقال في الحديث كلام، يشير إِلَى أن باقي الحديث لم يذكره، وعنده: صوتين أحمقين فاجرين. وقال: حديث حسن. وابن أبي ليلى إمام صدوق جليل القدر، لكن في حفظه شيء، وربما اختلف عنه في الأسانيد. وقد روي هذا الحديث عنه، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي ﷺ. كذلك خرَّجه البزار في "مسنده" (٣) وغيره وروي هذا المعنى عن النبي ﷺ من رواية شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ. وشبيب وثقه ابن معين وغيره.
وخرَّج الإمام أحمد (٤) وأبو داود (٥) من حديث نافع عن ابن عمر: «أَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ وَهُوَ يَقُولُ: أَتَسْمَعُ يَا نَافِعُ فَأَقُولُ: نَعَمْ، حَتَّى قُلْتُ: لَا، فَوَضَعَ يَدَيْهِ وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا».
وهذا الحديث: يرويه سليمان بن مُوسى الفقيه الدمشقي، عن نافع.
وقد اختلفوا في سليمان، فوثقه قوم، وتكلم فيه آخرون.
وتابعه عليه المطعم بن المقدام، فرواه عن نافع أيضًا، خرَّج حديثه أبو داود (٦). والمطعم هذا ثقة جليل القدر. وتابعهما أيضًا: ميمون بن مهران
_________
(١) برقم (١٩٠١).
(*) نعمة: "نسخة".
(٢) برقم (١٠٠٥).
(٣) كما في "كشف الأستار" (٨٠٥).
(٤) (٢/ ٣٨).
(٥) برقم (٤٩٢٤). وقال: هذا حديث منكر.
(٦) برقم (٤٩٢٥). وقال: أدخل بين مطعم ونافعٍ سليمانَ بن موسى.
2 / 452