قال أحمد: لفضل العاقل على الجاهل وقوف العاقل على مصالحه والدخول فيها ومعرفة مضاره وتوقيها. وإن الجاهل عم عن رشاده، منهمك في فساده اعاذنا الله وإياكم من سطوات الحمق وعواقب الخرق، وقد أوجب الله على العلماء تعليم من لم يعلم، وعلى الفقهاء تفقيه من لم يفقه ويفهم. ولوكان من علم علمأ كتمه وستره ولم يفده غيره لانقطعت مواد الآداب طمست أعلام الصواب. ولكن العادات الجارية، من لذن آدم، علي السلام، إلى عصرنا هذا: من خوله الله علما نشره وذكره واذ اعه وخيره وأودعه الكتب وضمنه الدواوين وجمعه في الصحف ليجده المتأدب به من ابعده، ويشار اليه بالفضل الذي يوجد عنده اواني امرؤ استنبطت العلوم، وحذقت النجوم، وطالعت جميع كتب العلوم بأسرها، على اختلاف أجناسها وأصنافها، فلم أجد شينأ يبقى اصلاحه على مر الزمان، وتقلب الأيام، ومتى استعمل كان حاضر النفع ظاهر الحقوق والرفع، ل يؤدي إلى الفساد في دين، ولا يتعقبه نقص فيا ادنيا، ولا على الأنفس منه ثقلة، ولا على الأجسام منه اذى، يدخل في أبواب الخير ويخرج من أبواب الشر، تقوم عليه الأدلة وتشهد له البراهين ، لا ادر طاعن يطعن فيه، ولا مزدر يزدريه(1)، ولا واقع يقع فيه، إلا الصفع.
صفحہ 53