ثاشرة حدث بكار بن رياح: كان بمكة رجل يجمع بين الرجال والنساء على الشراب فشكي إلى عامل اكة فنفاه إلى عرفات، فبنى بها منزلا وأرسل إلى إخوانه فقال: (ما يمنعكم ان تعاودوا ما كنتم عليه؟)، قالوا: (وأين بك وأنت في عرفات؟)، قال: (حمار الرهم. وقد صرتم على الطيبة والنزهة)، ففعلوا. فكانوا يختلفون إليه حتى ال دت احداث مكة، فأعادوا شكايته إلى العامل، فأرسل اليه فأتي به فقال: (يا عدو الله، طردتك من حرم الله فصرت تفسد في ذلك المشعر الحرام (6) الأعظم). قال : (يكذبون علي، أصلح الله الأميرا)، فقالوا: (الدليل على صحة ما نقول أن تأمر بجميع حمير مكة فترسل بها إلى ارفات ثم يرسلونها، فإن لم تقصد إلى منزله دون المنازل لعادتها فنحن البطلون)، فقال الوالي: (إن في هذا لدليلا وشاهدأ عذلا) .
فأر بجمع سائر حميرمكة التي للكراء فجمعت ثم أرسلت فسارت إلى ام نزله كأنما يدل بها عليه دليل، فأعلمه بذلك أمناؤه فقال: (يا عدو الله اا بعد هذا شيء، جردوه!) . فلما نظر إلى السياط قال: (لا بد، أصلحك اله، من ضربي؟)، قال: (نعم يا عدو الله)، فقال: (والله ما في ذلك شيء أد علي من أن يشمت بنا أهل العراق ويضحكوا منا ويقولوا : أهل مك اجيزون شهادة الحمير!). (قال) فضحك الوالي وخلى سبيله.
ومن كبار القوادات: ظلمة، التي تضرب بها العرب المثل، فيقولون: أقود من ظلم والعامة تذهب بهذا المثل عن غير مذهبه، فيقولون: "أقود من الخلمة ابالألف واللام، يعنون بذلك: الليل.
صفحہ 80