وقال مخنث لآخر: (أنا في الليلة التي أتنور فيها، لو وصل الزب خمسمائة دينارلم أترك ذلك لو اشتريته).
ورفق جماعة من العيارين غلاما واجتمعوا عليه، على سور المدينة اسجستان، وفسقوا به واتصل الخبر بأم الغلام فخرجت تصيح وتصرخ ولقيها مخنث فقال لها: (ما لك؟)، فقالت: (أخذوا إبني وربقوه(90)، إثنان وعشرون رجلا)، فقال المخنث: (بخ بخ ، وأين هذا الموضع الذي تغيرفيه الأزباب حتى أمضي إليه؟)
وكان بهوازن مخنث له رفيق ليس بمختث، يأويان جميعا غرفة، فنزلا اليلة يبولان فرمى المخنث ما اراد دفعة واحدة، لسعة المجرى، ورجع إلى الغرفة. وبقي صاحبه يتزحر(91) حتى إتوا عليه رجال الطوف (92) فأخذوه إلى الحبس وضربوه خمسين مقرعة، ظنأ به انه من جملة اللصوص. فلما أصبحوا صار المخنث إلى الحبس لصاجبه وقال له: (أنت تعيرني بالجخر الواسع، ولوكان ضيقا مثل جحرك كنت الساعة محبوسا معك).
وقال محمد بن الصباح لهيلانة المخنث بسجستان: (إني لأجد مغصا خاصرتي)، قال له: (كل زيا واحدا)، قال: (كيف اكله؟) قال: (سبحان ال ما أعجب أمرك. لا تدري كيف يلتقم الزب، ترى يقلى أو يشوى أو يدق أو يسحق؟)
صفحہ 288