207

اع نده بعشرين سنة) ، فلما رأى الغلام ذلك وتحقق تعارفهما من قبل قال اله: (اصعد)، فصعد ثم دخل على استاذه فقال: (يا مولاي، أوص بي اقبك خيرا، فوالله لا عتقت من ملكك إلى النفخ في الصور)، وخرج وتركهما.

اوحكى أن هذا الكاتب كان ذات يوم جالسا مع جماعة من الكتاب وقد قالوا: (ليقترح كل واحد منكم أمنيته) ، كما جرت العادة في ذلك عند مكاتب الناس في خلوتهم، فقال أحدهم : (أتمنى على الله الجنة)، وقال آخر (أتمنى الوزارة)، وقال آخر: (أتمنى خراج الفيوم)، وقال آخر: (أتمنى الصحة والفراغ وألف ديناركل يوم، وأن أعيش مائة عام) . وأفضى الأمر إليه فقيل له: (تمن)، فقال: (أتمنى زيا يكون عندي وفي منزلي وتحت يدي وكون قدرصومعة جامع ابن طولون]، فقالت له الجماعة: (والله لقد جفت اباردا، ثقيلا، جارحا(40)، بغيضا. فإن هذا لا متعة فيه ولا ارب لك منه) فقال لهم: (يا جهال، اما رايتم في جهاز العروس إبريقا من الصفر زنته أربع قناطر، وطستا زنته قنطارين؟ فذلك الطست والابريق تتصرف فيهما أو تستمتع بهما؟) فقالوا له: (ألا إن ذلك يكون للتجمل به والزينة والفخر والمباهاة والسمعة)، فقال لهم : (وكذلك أنا في هذا سواء، إنما أردته التجمل به والزينة والفخر والمباهاة وان يقال: فلان ملك من هذا النوع اا يئأ لم يملكه أحد غيره ولا قدر على تحصيله بشرسواه)، فقالوا له: (أنت.

أعلم بما تمنيت) وحكى أنه كان بمصر شيخ من أعيانها وذوي اقدارها، معروف بهذ الاء إلا أنه يتكتم فيه قليلا، فأتينا حماما وكانت له فيه خلوة منعزلة، فكان يدخلها ويستدعي خدمة الحمام فيخلو بهم على أنهم يخدمونه

صفحہ 265