لو غبت شهرك موصولا بتابعه ... وابت لا نتقل الاضحى إلى صفر
فما يزيد على ايامنا الاخر ... بالآل والحال والعلياء والعمر
وله أيضًا:
إليك تناهى كل فخر وسؤدد ... فأبل الليلي والانام وجدد
لجدك كان المجد ثم حويته ... ولابنك يبنى منه أشرف مقعد
ثلاثة أيام هي الدهر كله ... وما هن غير اليوم والامس والغد
وما البدر إلا واحد غير انه ... يغيب ويأتي بالضياء المجدد
فلا تحسب الأقمار خلقًا كثيرة ... فجملتها من نير متردد
وللحسن الحسنى وان جاد غيره ... فذلك جود ليس بالمتعمد
له الجوهر الساري يؤمم شخصه ... يجوب إليه محتدًا بعد محتد
ولو كتموا أنسابهم لعزتهم ... وجوه وفعل شاهد كل مشهد
وقد يجتدى فضل الغمام وإنما ... من البحر فيما يزعم الناس يجتدي
ويهدي الدليل القوم والليل مظلم ... ولكنه بالنجم يهدي ويهتدي
فيا أحلنم السادات من غير ذلة ... ويا أجود الاجواد من غير موعد
وطئت صروف الدهر وطأة ثائر ... فأتلفت منها أنفسًا لم تصفد
وعلمته منك التأني فانثنى ... إذا رام أمرًا رامه بتأيد
وأثقلته من أنعم وعوارف ... فسار بها سير البطيء المقيد
ودانت لك الأيام بالرغم وانضوت ... إليك الليالي فارم من شئت تقصد
بسبع اماء من زغاوة زوجت ... من الروم في نعماك سبعة أعبد
ولولاك لم تسلم أفامية الردى ... وقد أبصرت من مثلها مصرع الردي
فأنقذت منها معقلًا هضباته ... تلفع من نسيج السحاب وترتدي
وحيدًا بثغر المسلمين كأنه ... بفيه مبقى من نواجذ أدرد
بأخضر مثل البحر ليس اخضراره ... من الماء لكن من حديد مسرد
كأن الانوق الخرس فوق غباره ... طوالع شيب في مفارق أسود
وليس قشيب الهند إلا كناية ... من القضيب في كف الهدان المعرد
متى أنا في ركب يؤمنون منزلًا ... توحد من شخص الشريف باوحد
على شدقميات كأن حداتها ... إذا عرس الركبان شراب مرقد
تلاحظ اعلام الفلا بنواظر ... كحلن من الليل التمام باثمد
فقد اذهبت اخفافها الأرض والوجى ... مًا وتردى فضلة كل مزبد
يخلن سمامًا في السماء إذا بدت ... لهن على اين سماوة مورد
تظن به ذوب اللجين إذا بدت ... له الشمس اجرت فوقه ذوب عسجد
تبينت النجوم الزهر في حجراته ... شوارع مثل الؤلؤ المتبدد
فأطمعن في اشباحهن سواقطًا ... على الماء حتى كدن يلقطن باليد
فمدت إلى مثل السماء رقابها ... وعبت قليلا بين نسر وفرقد
وذكرن من نيل الشريف مواردًا ... فما نلن منه غير شرب مصرد
ولاحت لها نار يشب وقودها ... لأضيافه في كل غور وفدفد
بخرق يطيل الجنح فيها سجوده ... وللارض زي الراهب المتعبد
ولو نشدت نعشا هناك بناته ... لماتت ولم تسمع له صوت منشد
وتكتم فيه العاصفات نفوسها ... فلو عصفت بالنبت لم يتأود
فمرت إذا غنى الرديف وقد ونت ... بذكراه زفت كالنعام المطرد
يحازرن وطء البيد حتى كأنما ... يطأن برأس الأرض هامة اصيد
وينفرن في الظلماء عن كل جدول ... نفار جبان عن حسام مجرد
تطاول عهد الواردين بمائه ... وعطل حتى صار كالصارم الصدي
إلى بردى حتى تظل كأنها ... إذا كرعت فيه لواثم مبرد
أرى المجد سيفًا والقريض نجاده ... ولولا نجاد بابكار الثناء المخلد
وأعرض من دون اللقاء قبائل ... يعلون خرصان الوشيج المقصد
غواة إذا النكباء حفت بيوتهم ... أقاموا لها الفرسان في كل مرصد
يطيعون أمرًا من غوي كأنه ... على الدهر سلطان يجور ويعتدي
إذا نفرت من رغد عيش سوامه ... سعى نحوه بالمشرفي المهند
وقد علمت هذي البسيطة أنها ... تراثك فلتشرف بذاك وتزدد
وان شئت فازعم أن من فوق ظهرها ... عبيدك واستشهد الهك يشهد
وذكرك يذكي الشوق في كل خاطر ... ولو انه في قلب صماء جامد
وله أيضًا:
1 / 47