Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
تحقیق کنندہ
مازن سعد الزبيبي
ناشر
دار البيروتي
اشاعت کا سال
1430 ہجری
پبلشر کا مقام
دمشق
اصناف
باب
تخريج(١) ما ذكرنا من متشابه الآيات
قال أبو العباس: أما قوله عز وجل: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠١/٢٣]. فذلك إذا قاموا من قبورهم وعاينوا(٢) من أمر الله وسلطانه ما دهمهم(٣) في موقف القيامة، وأتى أوان التساؤل(٤) وقد نزل بكل امرئ منهم شأن يغنيه(٥).
وأما قوله عز وجل: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾(٦) [الطور: ٢٥/٥٢]. فإن ذلك بعد دخولهم الجنة، ألا ترى إلى قوله: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ﴾ ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ﴾ [الطور: ٥٢]. وقد روي نحو ما وصفنا.
(١) والمراد هنا: بيان وإيضاح المقصود من الآيات والتوفيق بين ما ظاهره التعارض واستخراج المعنى المطلوب. انظر أيضاً (حاشية الصفحة السابقة تعليق ٣).
(٢) عاينه معاينةً، وعياناً: رآه بعينه، ولقيه عياناً، ومعاينةٌ: لم أشك في رؤيتي إياه (المعجم الوسيط ٦٤١).
(٣) دهمهم: الأمر يدهمهم من باب تعب، وفي لغة من باب نفع فاجأهم، انظر (المصباح المنير للمقري الفيومي ٢٠٢/١).
(٤) في /خ/ التساؤل.
(٥) اقتباس من قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ (عبس ٨٠ الآية ٣٧).
(٦) انظر (تفسير القرطبي ١٥١/١٢) و(تفسير الطبري ٤٢/١٨ و١٨/٢٧) قول سيدنا علي رضي الله عنه: عن ابن عباس قوله تعالى: (فلا أنساب بينهم) عند النفخة الأولى، وقوله تعالى: (وأقبل بعضهم) بعد النفخة الثانية. وانظر أيضاً (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٤٧ باب التناقض والاختلاف).
72