نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
اصناف
فإن فيها بحمد الله منتفعا
بنانتان وجذمور أقيم بها
صدر القناة إذا ما صارخ فزعا
قال: ويروي: «إذا ما آنسوا فزعا.» انتهى.
ووجدتها في لسان العرب في ترجمة «ا ط ر ب ن». قال: «الأطربون، من الروم، الرئيس منهم، وقيل: المقدم في الحرب، قال عبد الله بن سبرة الحرشي: «فإن يكن ...» (البيت) قال ابن جني: هي خماسية، كعضرفوط.» ا.ه.
وكنت قد قرأت في أحد كتب الأدب - والآن لا أتذكر اسم الكتاب ولا الموطن الذي ورد فيه - أن الأطربون: رئيس الروم، وسمي كذلك لأن رؤساءهم كثيرو الطرب، ومن الغريب أن ينطق أديب بهذا التعليل: فهل كان الرومان يحسنون العربية حتى يشتقوا هذا الاسم من العدنانية؟ أم هل العرب هم الذين وضعوا هذا الاسم على كبير جند الروم، وهؤلاء اقتبسوه منهم؟ أم هناك تعليل آخر لم نقف على سره؟ ذلك ما كنت قد قرأته وأنا شاب ولم أقيد اسم الأديب ولا اسم كتابه، وعلى كل فإن قول ابن جني إن اللفظ خماسي وإنه كعضرفوط، يشعر بأنه يقول بعربيته، وهو بعيد لا يصدق.
ومهما يكن من أمر، فإن هذه الكلمة وردت في كتب الأخبار والتواريخ العربية، لكن مصحفة بصورة «أرطبون» بتقديم الراء على الطاء، وقالوا إنه علم رجل كان يدافع عن «أجنادين» في أيام فتح عمرو بن العاص لها، فتأمل (وراجع المقتطف 92 : 195 وما يليها) فالوهم ظاهر والتصحيف باد، لكل حاضر وباد.
وقد ذهب بعضهم إلى إرجاع بعض الكلم الدخيلة إلى العربية إرجاعا يكاد يصرعك ضحكا للتعليل الذي يأتونك به، قال المجد في معجمه في مادة «ل و ب»، ما هذا قوامه تفسيرا «للأسطرلاب» وهي الكلمة الثانية في هذا البحث. (2)
واللاب: ... رجل سطر أسطرا، وبنى عليها حسابا، فقيل: أسطرلاب؛ ثم مزجا، ونزعت الإضافة، فقيل: الأسطرلاب معرفة، والأصطرلاب؛ لتقدم السين على الطاء. انتهى.
وهذا الكلام لم يقنع الزبيدي، فنقل هذه العبارة ببعض زيادة ثم قال: «هكذا نقله الصاغاني، قال شيخنا : ثم ظاهره أنه من الألفاظ العربية، وصرح في نهاية الأرب، بأن جميع الآلات التي يعرف بها الوقت سواء كانت حسابية، أو مائية، كلها ألفاظها غير عربية؛ إنما تكلم بها الناس، فولدوها على كلام العرب، والعرب لا تعرفها برمتها؛ وإنما جرى على ما اختاره من أنها ركبت فصارت كلمة واحدة عندهم، فكان الأولى ذكرها في الهمزة، أو في السين، أو في الصاد؛ ولا يكاد يهتدي أحد إلى ذكرها في هذا الفصل، كما هو ظاهر، وأكثر من ذكرها ممن تعرض لها في لغات المولدين، أو جعلها من المعرب، ذكرها في الهمزة.» انتهى كلامه.
نامعلوم صفحہ